تحليل نص شعري ورثنا المجد اولى باك اداب
قصيدة ورثنا المجد مكتوبة
أَبَا هِنْدٍ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْنَا وَأَنْظِرْنَا نُخَبّرْكَ الْيَقِينَا
بِأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِينَا
مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَا يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَا
يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْدٍ وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَةَ أَجْمَعِينَا
وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدُّ نُطَاعِنُ دُوْنَهُ حَتَّى يَبِينَا
بِشُبَّانِ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْداً وَشِيبٍ فِي الحُرُوبِ مُجَرَّبِيْنَا
أَلا لا يَعْلَمُ الأَقْوامُ أَنَّـا تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّا قَدْ وَنِينَا
ألا لا يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا
بِأَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ نَكُوْنُ لِقَيْلِكُمْ فِيْهَا قَطِينَا
بِأَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا
تَهَدَّدُنَا وَتُوْعِدُنَا رُوَيْدا مَتَى كُنَّا لِأُمِّكَ مَقْتَوِينَا
فَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ عَلى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِينَا
وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بنِ سَيْفٍ أَبَاحَ لَنَا حُصُونَ الْمَجْدِ دِينَا
وَمِنَّا قَبْلَهُ السَّاعِي كُلَيْبٌ فَأَيُّ المَجْدِ إِلا قَدْ وَلِينَا
وَقَدْ عَلِمَ الْقَبَائِلُ مِنْ مَعَدٍ إِذَا قِبَبٌ بِأَبطَاحِهَا بُنِينَا
بأَنَّا المُطْعِمُونَ إِذَا قَدَرْنَا وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينَا
وَأَنَّا العَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْنَا وَأَنَّا الْعَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا وَظَهرَ الْبَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِينَا
إِذَا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ تَخِرُّ لَهُ الْجَبَابِرُ سَاجِدِينَا
تقديم
المعلقات: المُعَلَّقَاتُ مِنْ أَشْهَرِ القصائد الشعرية لدى العرب، وقد قيل لها مُعَلَّقَاتٌ لأنها مثل العقود النفيسة تَعْلَقُ بالأذهان. ويقال إن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الْكَعْبَةِ قبل مجيء الْإِسْلَامِ، وتعدّ هذه القصائد أروع ما قيل في الشِعْرِ العربيّ الْقَدِيمِ وأنفسه؛ لذلكَ اهْتَمَّ الناس قديما بها ودَوّنوها وكتبوا ،شروحا لها، وهي عادة ما تبدأ بذكْرِ الْأَطْلَالِ وتَذْكُرُ ديارَ محبوبة الشاعر، ووصف الرحلة و الراحلة، و الفخر بالقبيلة..
المعلقات قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ، برزت فيها خصائص الشعر الجاهليّ بوُضوح، حتّى عُدَّتْ أَفْضَلَ ما بَلَغَنَا عَن الجَاهِلِيِّينَ من آثارٍ أدبية.
ملاحظة النص
ملاحظة العنوان
«ورثنا المجد» هو تركيب إسنادي فعلي، يتكون من فعل «ورث» ، و فاعل «نا» ، و مفعول به «المجد».
و دلاليا يوحي العنوان أن الشاعر سيفخر بقبيلته و ما عرفته من أمجاد و بطولات.
مطلع القصيدة
مطالبة الشاعر أبا هند ملك الحيرة بالتريث حتي يعرف حقيقة قبيلته تغلب.
البيت الأخير
فخر الشاعر بمجد و شرف قبيلته الذي يعترف به الجميع.
انطلاقا من العنوان و مطلع القصيدة و نهايتها، يبدو أننا بصدد قصيدة من الشعر الجاهلي يعبر فيها الشاعر عن مكانة قبيلته.
تأطير النص
نمط النص ومجاله
قصيدة من الشعر العمودي تندرج ضمن الشعر الجاهلي المعبر عن الجماعة أي القبيلة.
مصدر النص
النص مقتطف من (شرح المعلقات السبع) لأبي عبدالله الحسين الزوزني، من الصفحة : 230 - 233.
صاحب النص
عمرو بن كلثوم من بني تغلب، شاعر جاهلي، و فارس من فرسان قبيلته ومن سادة قومه. نشأ عمرو بن كلثوم معجبا بنفسه وقبيلته، ساد قومه وهو ابن الخامسة عشرة من عمره.
وهو من أصحاب المعلقات السبع، و تعد معلقته من مفاخر تغلب التي تغنوا بها وعظموها وهي من أجود الشعر العربي، حتى قيل: « لو وضعت أشعار العرب في كفة وقصيدة عمرو بن كلثوم في كفة لمالت بأكثرها ».
بناء فرضيه النص
انطلاقا من دراسة المؤشرات الخارجية، نفترض أن الشاعر سيفتخر بقبيلته و ويبين مكانتها بين القبائل العربية.
فهم النص
الشرح اللغوي
الصحن : القدح العظيم.
الأندرينا : قرى بالشام.
الكريهة : اسم من أسماء الحرب.
الأحفاض : متاع البيت.
المضمون العام
افتخار الشاعر عمرو بن كلثوم بقبيلة تغلب، مبرزا قوتها في الحروب و مكانتها بين القبائل لرفعة مجدها و علو شرفها.
الوحدات الدلالية
الوحدة الأولى: (البداية الى 8)
1- تهديد الشاعر ملك الحيرة أبا هند بقوة قبيلته و بسالة بني تغلب في الحروب.
الوحدة الثانية (9 الى النهاية)
2- تحدي الشاعر لأبي هند في القتال وافتخاره بمجد تغلب و مكانتها.
تحليل النص
الحقول الدلالية
الحقل الدال على الحرب
رحانا، اللقاء ، طحينا، ثفالها، القتل، الحروب، تضعضعنا، الجاهلينا، تهددنا، أو عدنا، قناتنا، الأعداء، المهلكون العازمون، الجبابر...
الحقل الدال على المجد
اليقين، ورثنا المجد، مجدا، حصون المجد، متى كنا لأمك مقتوينا، مجد علقمة بن سيف، منا الساعي كليب، ملأنا البر، ماء البحر نملؤه سفينا..
العلاقة بين الحقلين هي علاقة سببية، لأن القوة العسكرية لتغلب و خبرتها في القتال، هي السبب في استمرار مجدها، و كذلك السبيل الوحيد للدفاع عنه و عن شرف بني تغلب.
الأساليب البلاغية ( الاستعارة)
البيت 13 : مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَا يَكُونُوا فِي اللَّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَا
المستعار له : محذوف (الحرب)
: محذوف (القتلى).
المستعار منه : الرحى. طحين.
البيت 14 : يَكُونُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْدٍ وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَةَ أَجْمَعِيْنَا
المستعار له : محذوف (المكان) ، محذوف (قوم).
- المستعار منه : ثفال. لهوة.
أربع استعارات كلها جاءت تصريحية لأن المستعار منه (المشبه به) مذكور ، و المستعار له محذوف، والعلاقة هي المشابهة. وقد أعطت للحرب معنى جديدا وقويا، إضافة إلى جمالية التصوير.
البنية الإيقاعية
الإيقاع الخارجي
- نظم الشاعر القصيدة على وزن بحر الوافر.
- اعتماد الشاعر على روي النون المفتوحة المشبعة.
- وحدة القافية (اليقينا، ، روينا ، طحينا ...)
الإيقاع الداخلي
- توظيف التكرار لبعض الحروف (الياء ، الباء ، الميم...) و بعض الكلمات ( المجد ، بأنا...)
- توظيف التكرار الصرفي التركيبي في البيتين 16 و 17: وَأَنَّا العَاصِمُوْنَ إِذَا أُطِعْنَا وَأَنَّا الْعَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَا.
هذه البنية الإيقاعية مكنت الشاعر من الإفصاح عما يشعر به من فخر لقبيلته و اعتزازه بمجدها و شرفها، بواسطة مسحة غنائية رنانة.
نوع الجمل
يلاحظ في القصيدة هيمنة الجمل الفعلية المضارعة في معظم الأبيات ( نخبرك، نورد، نصدرهن، ننقل...) دلالة على استمرارية حالة الدفاع عن القبيلة و الانتصار لقومها، و هو ما يجعل القصيدة قصيدة فخر بالمقام الأول.
قيمة النص و مقصديته
قيمة فنية أدبية : تتمثل في كون القصيدة نموذجا للشعر الجاهلي في التعبير عن الجماعة و الفخر بالقبيلة.
تركيب النص
في هذه القصيدة العمودية، التي تندرج ضمن نمط الشعر الجاهلي المعبر عن الجماعة، يفتخر الشاعر عمرو بن كلثوم بقبيلة تغلب، مبرزا تفوقها في المعارك والتقيد بالمجد و الشرف.
و قد وظف في ذلك حقولا معجمية متباينة، ساهمت في إبراز مكانة تغلب بين القبائل العربية . متوسلا الجمل الفعلية المضارعة، و بحر الوافر، و بعض الصور البلاغية مثل الاستعارة، معتمدا بنية إيقاعية زادت من جمال القصيدة و تعبيرها عن الجماعة و الفخر بالقبيلة.
0 تعليقات