تحضير سورة يوسف الشطر الثالث من الاية 35 الى الاية 53 اولى باك

ProfSalmi سبتمبر 22, 2024 سبتمبر 22, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: بعد أن تحقق يوسف عليه السلام من أن لا مفر له من كيد إمرأة العزيز، إلا أن يختار أحد عرضيها أن يسجن، أو يفعل ما تأمره به، اختار محنة السجن. فما الحكمة م
-A A +A

 

الربط الموضوعي والموضعي

بعد أن تحقق يوسف عليه السلام من أن لا مفر له من كيد إمرأة العزيز، إلا أن يختار أحد عرضيها أن يسجن، أو يفعل ما تأمره به، اختار محنة السجن. فما الحكمة من دخوله السجن؟ وما النعمة التي أخفاها الله تعالى بعنايته في هذه النقمة؟


سورة يوسف من الاية 35 الى الاية 53 مكتوبة بدون تشكيل

الشطر الثالث

ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين (35) ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين (36) قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون (37) واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون (38) يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار (39) ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (40) يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان (41) وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين (42) وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون (43) قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين (44) وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون (45) يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون (46) قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون (47) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون (48) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون (49) وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم (50) قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين (51) ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين (52) وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم (53).




معاني الايات

بدا لهم : ظهر لهم أن يسجنوه ظلما رغم براءته.

نبئنا بتأويله : فسر لنا هاته الرؤيا.

ملة آبائي : دين آبائي.

أذكرني عند ربك : أخبر سيدك الملك أني مسجون ظلما.

الصديق: من الصدق وهي صفة ليوسف وكل الأنبياء.

سبع عجاف : بقرات ضعاف نحاف.

الملأ : الحاشية المقربون.

أفتوني : أشيروا علي.

تعبرون : تفسرون.

أضغاث أحلام : أحلام مختلطة لا تعبير لها.

اِدكر بعد أمة : تذكر بعد مدة طويلة.

سنين دأبا : سنين كلها جد ونشاط.

سبع شداد : سبع سنوات فيها جفاف.

يأكلن ما قدمتم : يأكل الناس فيها ما خزنتموه

تحصنون : ما تذخرونه من حبوب للزراعة. 

يغاث الناس : يغيثهم الله فيسقيهم مطرا نافعا 

يعصرون : يعصرون الثمار كالزيتون والعنب وغيرهما.

حاش لله : ننزه الله تعالى.

حصحص الحق : انكشف وظهر.

ليعلم أني لم أخنه بالغيب : ليعلم العزيز أني لم أخنه مع زوجته في غيبته.

الأمارة بالسوء : تأمر صاحبها بفعل المعاصي.


المضمون العام للآيات

تذكر الآيات دخول يوسف عليه السلام للسجن نزولا عند رغبة زوجة العزيز التي تريد إظهار براءتها للناس، فيعيش يوسف محنة القيد في ثناياها منحة ممارسته لحرية العقيدة الداعية للتوحيد، وكيف أعجب السجينان بعبادته وإخلاصه ففسر لهما الرؤيا التي كانت دافعا في تقريبه من الملك، بسبب رؤيا فسرها يوسف عليه السلام بعلم وحكمة ليجازيه الملك بإظهار براءته من كيد النسوة.


القضايا الرئيسية الواردة في الشطر

المقطع 35-40 : مزامنة دخول يوسف عليه السلام السجن مع دخول غلامين من خدم الملك، وحرصه على تقديم الدليل المادي على صحة تعبير رؤياهما.

دعوة السجناء عموما إلى عقيدة التوحيد وبيان بطلان عبادة الأوثان التي يدين بها أهل مصر.

المقطع 41-49 : طلب يوسف عليه السلام صاحب الشراب أن يذكره عند الملك، رغبة منه في الخروج من السجن، لكن قدر الله تعالى متعلق بمكوثه سبع سنوات.

عرض رؤيا الملك، وتعبير يوسف عليه السلام لها بعد عجز المعبرين دليل على صدق نبوته.

المقطع 50-53 : امتناع مثول يوسف عليه السلام بين يدي الملك قبل محاكمة النسوة وثبوت براءته..

اعتراف النسوة ومعهن امرأة العزيز ببراءة وعفة نبي الله يوسف عليه السلام ...


القيم والأحكام والدروس والعبر المستفادة من الشطر

القيم

" إنا نراك من المحسنين" : قيمة الإحسان

" ياصاحبي السجن أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار" قيمة النصيحة.

" يوسف أيه الصديق" "وإنه لمن الصادقين" : قيمة الصدق.

" قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق أنا راودته عن نفسه" : قيمة الاعتراف بالذنب.

" قال فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تاكلون" : قيمة حسن التدبير.


الحكم المستنبط من الايات

"يأيها الملأ أفتوني في رؤياي ..". "يوسف أيها الصديق افتنا" : جواز السؤال عن تعبير الرؤيا المنامية.

"فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تاكلون" : وجوب التوسط والاعتدال في الإنتاج والاستهلاك - يجب على المسلم تسخير معارفه وخبراته لخدمة الإنسانية.

" قال ارجع إلى ربك فاسأله مابال النسوة التي قطعن أيدهن" : وجوب الدفاع عن الشرف والعفة وإظهار الحقيقة.

" قال ماخطبطكن إذ راودتن يوسف عن نفسه" : وجوب التحري في معرفة الحق والحقيقة.

"قالت امرأة العزيز الان حصص الحق أنا راودته عن نفسه " : وجوب الاعتراف بالذنب والتوبة منه وإنصاف المظلوم.


الدروس والعبر

الاستقامة والصبر على البلاء سبب لتفريج الكربات .

قد يقع الظلم على المؤمن فيكون امتحانا له.

المؤمن يدعو إلى الله في جميع الأحوال.


أسئلة الفهم

1) لماذا قدم نبي الله يوسف عليه السلام الدعوة إلى دين التوحيد على تفسير رؤيا الفتيان اللذين سألاه عن رؤيتهما؟

2) لماذا لبث يوسف عليه السلام في السجن بضع سنين؟ 

3) ما الفرق بين رؤيا الملك ورأيا يوسف عليه السلام؟

4) ما مضمون رؤيا الملك؟

5) لماذا ابى يوسف عليه السلام ان يغادر السجن قبل كشف حقيقة دخوله السجن ظلما؟


تصحيح أسئلة الفهم

1) يوسف عليه السلام قدم الدعوة إلى دين التوحيد قبل تفسير الرؤيا ليغتنم الفرصة في الدعوة إلى الإيمان بالله الواحد. إذ رأى أن الفتيان ينظرون إليه كشخص صالح ومؤمن، فأراد أن يبين لهم أن الإيمان بالله واتباع دين التوحيد هو الأهم في حياتهم. فاستغل هذا الموقف لتعريفهم بعقيدة التوحيد قبل التطرق لتفسير أحلامهم.


2) لبث يوسف عليه السلام في السجن بضع سنين لأن الشيطان أنسى الرجل الذي نجا من السجن أن يذكر يوسف عند الملك، كما طلب منه يوسف. وقد ذكر القرآن أن ذلك تم بتقدير الله، ليختبر صبر يوسف ويهيئ الظروف المناسبة لخروجه.

3) رؤيا الفتيان كانت رؤى فردية تخص كل شخص على حدة، وكانت تتعلق بمصيرهم الشخصي في السجن؛ أحدهما سيسقي ربه خمراً والآخر سيصلب وتأكل الطير من رأسه. أما رؤيا الملك، فكانت تخص الدولة بأكملها ومصيرها الاقتصادي في المستقبل، حيث تتنبأ بسنوات من الرخاء تليها سنوات من القحط.


4) رؤيا الملك تتعلق برؤية سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. وتفسيرها هو أن مصر ستعيش سبع سنوات من الوفرة الزراعية يعقبها سبع سنوات من القحط والجفاف.

5) يوسف عليه السلام أبى أن يغادر السجن قبل كشف الحقيقة لتبرئة نفسه تمامًا من التهم الباطلة التي ألقيت عليه بشأن محاولة الاعتداء على امرأة العزيز. أراد أن يخرج من السجن بكرامة وبراءة كاملة، دون أن يظل شائبة في سيرته.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/