نص عناصر الهوية الثقافية ومستوياتها منار اللغة العربية ص14
إن الثقافة لا يمكن أن تقع تحت مقولة العولمة لسبب بسيط هو أنه ليست هناك ثقافة عالمية واحدة، بل ثقافات... ونحن نقصد بـ"الثقافة" هنا: ذلك المركب المتجانس من الذكريات والتصورات والقيم والرموز والتعبيرات والإبداعات والتطلعات التي تحتفظ لجماعة بشرية ما، بهويتها الحضارية، في إطار ما تعرفه من تطورات بفعل ديناميتها الداخلية وقابليتها للتواصل والأخذ والعطاء، وبعبارة أخرى إن الثقافة هي المعبر الأصيل عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم، عن نظرة هذه الأمة إلى الكون والحياة والموت، والإنسان ومهامه وقدراته وحدوده، وما ينبغي أن يُعمل وما لا ينبغي أن يُعمل.
تلزم عن هذا التعريف، لزوماً ضرورياً، النتيجة التالية، وهي أنه: ليست هناك ثقافة عالمية واحدة، وليس من المحتمل أن توجد في يوم من الأيام، ولكن وُجدت، وتوجد وستوجد، ثقافات متعددة متنوعة تعمل كل منها بصورة تلقائية، أو بتدخل إرادي من أهلها، على الحفاظ على كيانها ومقوماتها الخاصة. من هذه الثقافات ما يميل إلى الانغلاق والانكماش، ومنها ما يسعى إلى الانتشار والتوسع، ومنها ما ينعزل حيناً وينتشر حيناً آخر.
والهوية الثقافية هي في الغالب مستويات ثلاثة: فردية، وجماعية، ووطنية قومية. والعلاقة بين هذه المستويات تتحدد أساساً بنوع "الآخر" الذي تواجهه. إن الهوية الثقافية كيان يصير، يتطور، وليست معطى جاهزاً ونهائياً. هي تصير وتتطور، إما في اتجاه الانكماش وإما في اتجاه الانتشار، وهي تغتني بتجارب أهلها ومعاناتهم، وبانتظاراتهم وتطلعاتهم، وأيضاً باحتكاكها سلباً وإيجاباً بالهويات الثقافية الأخرى التي تدخل معها في تغايُر من نوع ما.
وعلى العموم تتحرك الهوية الثقافية على ثلاث دوائر متداخلة ذات مركز واحد:
- فالفرد داخل الجماعة الواحدة، (حزباً كانت أو نقابة إلخ...) هو عبارة عن هوية متميزة ومستقلة، عبارة عن "أنا"، لها "آخر" داخل الجماعة نفسها: "أنا" تضع نفسها في مركز الدائرة عندما تكون في مواجهة مع هذا النوع من "الآخر".
- والجماعات، داخل الأمة، هي كالأفراد داخل الجماعة، لكل منها ما يميزها داخل الهوية الثقافية المشتركة، ولكل منها "أنا" خاصة بها و"آخر" به تتعرف على نفسها بوصفها ليست إياه.
- والشيء نفسه يقال بالنسبة للأمة الواحدة إزاء الأمم الأخرى، غير أنها أكثر تجريداً، وأوسع نطاقاً، وأكثر قابلية للتعدد والتنوع والاختلاف.
هناك إذاً ثلاثة مستويات في الهوية الثقافية، لشعب من الشعوب، الهوية الفردية، والهوية الجماعية، والهوية الوطنية (أو القومية). والعلاقة بين هذه المستويات ليست قارة ولا ثابتة، بل هي في مد وجزر دائمين، يتغير مدى كل منها اتساعاً، وضيقاً، حسب الظروف التي تحركها المصالح: المصالح الفردية والمصالح الجماعية والمصالح الوطنية والقومية.
وبعبارة أخرى إن العلاقة بين هذه المستويات الثلاثة تتحدد أساساً بنوع "الآخر"، بموقعه وطموحاته: فإن كان داخلياً، ويقع في دائرة الجماعة، فالهوية الفردية هي التي تفرض نفسها من حيث هي "أنا"، وإن كان يقع في دائرة الأمة فالهوية الجماعية (الحزبية مثلاً) هي التي تحل محل "الأنا" الفردي. أما إن كان "الآخر" خارجياً، أي يقع خارج الأمة (والدولة والوطن) فإن الهوية الوطنية - أو القومية - هي التي تملأ مجال "الأنا".
وبالنظر إلى تعدد الدوائر في كل هوية، فإن الهوية الثقافية لا تكتمل، ولا تبرز خصوصيتها الحضارية، ولا تغدو هوية ممتلئة قادرة على نشدان العالمية، وعلى الأخذ والعطاء، إلا إذا تجسدت مرجعيتها في كيان مشخص تلتقي فيه ثلاثة عناصر: الوطن، والأمة، والدولة.
فالأول الوطن من حيث هو "الأرض والأموات"، أو الجغرافية والتاريخ وقد أصبحا كياناً روحياً واحداً، يعمر قلب كل مواطن، أو قل من حيث هو الجغرافيا وقد أصبحت معطى تاريخياً، أو من حيث هو التاريخ وقد صار موقعاً جغرافياً.
والثاني الأمة من حيث هي النسب الروحي الذي تنسجه الثقافة المشتركة: وقوامها ذاكرة تاريخية وطموحات تعبر عنها الإرادة الجماعية التي يصنعها حب الوطن، أعني الوفاء للأرض والأموات، للتاريخ الذي ينجب، والأرض التي تستقبل وتحتضن.
والثالث الدولة: من حيث هي التجسيد القانوني لوحدة الوطن والأمة، والجهاز الساهر على سلامتهما ووحدتهما وحماية مصالحهما، وتمثيلهما إزاء الدول الأخرى، في زمن السلم وفي زمن الحرب. ولا بد من التمييز هنا بين "الدولة" من حيث هي كيان مشخص ومجرد في الوقت نفسه، كيان يجسد وحدة الوطن والأمة، والحكومة أو النظام السياسي الذي يمارس السلطة ويتحدث باسمها من جهة أخرى.
محمد عابد الجابري: "المسألة الثقافية"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1994، ص 39 وما بعدها بتصرف.
مكون النصوص عناصر الهوية الثقافية ومستوياتها
الشرح اللغوي
ديناميتها: حركيتها .
تَغَايرُ: اخْتِلافُ.
تلقائية: عفوية.
هُوية مُمْتَلئة: هُويَة مُكْتَملَة.
التعريف بالكاتب
محمد عابد الجابري
مفكر مغربي معاصر، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1970، عمل أستاذاً بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تدور كتابته حول قضايا الثقافة والفكر في العالم العربي، وقد عرف باطلاعه الواسع على مصادر علمية ومعرفية متنوعة، وامتد اهتمامه إلى مجالات الثقافة والسياسة، ودراسة التراث العربي الإسلامي. من مؤلفاته الخطاب العربي المعاصر" و"مشروع نقد الفكر العربي" و"المسألة الثقافية" الذي اقتطفنا لك منه النص الذي بين يديك.
أولاً: ملاحظة النص
صاحب النص
النص كتبه محمد عابد الجابري، وهو مفكر وكاتب مغربي معاصر، عمل أستاذًا للتعليم العالي. من بين مؤلفاته الهامة "الخطاب المعرفي المعاصر"، "مشروع نقد الفكر العربي"، و"المسألة الثقافية"، الذي يعتبر مصدر النص الحالي.
نوعية النص
يُصنف النص كمقالة حجاجية تفسيرية، حيث يسعى الكاتب إلى تفسير مفاهيم معقدة وتقديم حجج تدعم أفكاره.
إيحاءات العنوان
يحمل عنوان "عناصر الهوية الثقافية ومستوياتها" دلالة على استكشاف مكونات الهوية الثقافية وما تتضمنه من عناصر فكرية وتاريخية وحضارية ولغوية وسلوكية، بالإضافة إلى توضيح المستويات المختلفة لهذه الهوية.
فرضية القراءة
من خلال دلالة العنوان ونمط النص، يُفترض أن يتناول الكاتب شرحًا لعناصر ومكونات الهوية الثقافية ومستوياتها، مع التركيز على العلاقة بينها.
ثانياً: فهم النص
الفكرة المحورية
يسعى الكاتب إلى تعريف الثقافة والهوية، ويستعرض أهم مستويات الهوية الثقافية والعناصر التي تشكلها.
الأفكار الأساسية
تعريف الثقافة كأحد المفاهيم التي لا يمكن وضعها تحت مظلة العولمة، وشرح معانيها الأساسية.
تسليط الضوء على المستويات الثلاثة للهوية الثقافية (الفردية، الجماعية، والوطنية) والعوامل التي تؤثر في العلاقات بين هذه المستويات.
توضيح العناصر الأساسية التي تحدد الخصوصيات الحضارية للهوية الثقافية، مثل الوطن، الأمة، والدولة.
ثالثاً: تحليل النص
تعريف الثقافة
يشير الجابري إلى الثقافة من خلال تعريفين: الأول يُبرز كنه الثقافة وعناصرها، بينما الثاني يتناول بعدها التاريخي. وبالتالي، يمكن القول إن التعريفين يكملان بعضهما البعض.
مبررات النمط التفسيري للنص
يعتمد النص على الإجابة عن أسئلة محورية مثل: ما هي الثقافة؟ وما هي مكوناتها؟ وما المستويات التي تشكلها الهوية الثقافية؟ مما يبرز نمطه التفسيري.
طريقة بناء النص
اتبع الكاتب منهجًا استنباطيًا، حيث بدأ بتعريف الثقافة ثم انتقل لتفصيل مكوناتها والعناصر المرتبطة بها.
الأساليب الحجاجية
التعريف: تقديم تعريفات واضحة لمفهوم الثقافة.
التفسير: تفسير العلاقات والعناصر المرتبطة بالهوية الثقافية.
التعداد: تعداد مكونات الهوية الثقافية والمستويات المختلفة لها.
الاستنتاج: استخلاص نتائج منطقية حول الهوية الثقافية.
التوكيد: التأكيد على أهمية الثقافة والهوية في تحديد الخصوصية.
الإضراب: توضيح عدم إمكانية وجود ثقافة عالمية واحدة.
النفي: التأكيد على عدم وجود ثقافة واحدة شاملة.
لغة النص وأسلوبه
استخدم الكاتب لغة واضحة وسهلة، مع أسلوب تقريري مباشر يهدف إلى الإقناع والتأثير في القارئ، بعيدًا عن التعقيد والإيحاءات.
رابعاً: التركيب والتقويم
في الختام، يُعتبر النص حجاجيًا تفسيريًا يعالج قضية الهوية الثقافية. يسلط الكاتب الضوء على تعريف الثقافة وضرورة عدم إدراجها تحت مفهوم العولمة، مؤكدًا أنها تعكس خصوصية كل مجتمع وهويته. كما يفصل في مستويات الهوية الثقافية، مستعرضًا العلاقة بين الفرد والجماعة والوطن. استخدم الجابري بناءً منطقيًا محكمًا مع تدرج في عرض الأفكار، منطلقًا من التعريفات العامة إلى التفاصيل الخاصة، معتمدًا على أساليب تفسيرية متنوعة مثل التعريف والمقارنة والتعداد.
أنشطة قراءة النص
أولا: إجراءات منهجية
تشخيص المكتسبات
1- ما المجالات التي يشملها مفهوم الهوية الثقافية؟
المجالات التي يشملها مفهوم الهوية الثقافية: الهوية الثقافية تشمل مجالات متعددة مثل:
الفردية: تحديد الهوية الخاصة بكل فرد.
الجماعية: تحديد الهوية الخاصة بالمجموعات داخل الأمة.
الوطنية والقومية: الهوية التي تشمل الأمة بأكملها.
2- لماذا يصعب العثور على تعريف موحد للهوية الثقافية؟
يصعب العثور على تعريف موحد للهوية الثقافية لأنها تتكون من عدة عناصر متداخلة ومتغيرة باستمرار مثل الذكريات والقيم والرموز والتصورات، وهي تختلف من جماعة لأخرى ومن ثقافة لأخرى. الهوية الثقافية ليست ثابتة، بل تتأثر بالتفاعل مع "الآخر" وتتطور بمرور الوقت.
ملاحظة النص
1- ما العناصر التي تفترض أن تقوم عليها الهوية الثقافية؟
العناصر التي تقوم عليها الهوية الثقافية: الهوية الثقافية تقوم على ثلاثة عناصر رئيسية:
الوطن (الأرض والتاريخ).
الأمة (الذاكرة الثقافية المشتركة).
الدولة (التجسيد القانوني للوحدة الوطنية والقومية).
2- تعرفت في معطيات التعريف بالكاتب على مجال تخصص الأستاذ محمد عابد الجابري. ما المجال المعرفي الذي تتوقع أن ينتمي إليه النص ؟
النص ينتمي إلى مجال الفلسفة الثقافية أو الفكر الثقافي، بالنظر إلى أن الكاتب محمد عابد الجابري متخصص في الفلسفة ويعالج فيه قضية الهوية الثقافية والخصوصية الحضارية للأمم.
3- انطلق من قراءة العنوان والجملة الأولى من النص وافترض الموضوع الأساس الذي يدور حوله.
من خلال العنوان والجملة الأولى، يبدو أن النص يدور حول تحليل مفهوم الهوية الثقافية وعلاقتها بالعولمة والخصوصية الحضارية للأمم.
فهم النص
يعرف الكاتب الثقافة والهوية المتصلة بها، مبرزا مُسْتَوَيَاتها المتنوعة ومختلف العناصر التي تكون خصوصيتها الحضارية، المميزة لها.
1- لم لا يُمكن للثقافة ان تقع تحت مقولة العولمة؟
الثقافة لا يمكن أن تقع تحت مقولة العولمة لأنه لا توجد ثقافة عالمية واحدة. كل جماعة بشرية لها ثقافتها الخاصة التي تتشكل من تاريخها وذاكرتها وتطلعاتها، ولا يمكن دمج كل هذه الثقافات في ثقافة واحدة عالمية.
2- ما التعريف الذي يقدمه الكاتب للثقافة؟
الثقافة هي ذلك المركب المتجانس من الذكريات والتصورات والقيم والرموز والتعبيرات والإبداعات والتطلعات التي تحفظ لهوية جماعة بشرية ما، وهي تعبر عن خصوصية تاريخية لأمة من الأمم.
3- تترتب على التعريف السابق للثقافة نتيجة منطقية. ما مضمونها ؟
النتيجة المنطقية هي أنه لا توجد ثقافة عالمية واحدة، بل توجد ثقافات متعددة ومتنوعة، تتفاعل بعضها مع بعض من خلال التواصل والتبادل أو الانعزال.
4- بم تتحدد العلاقة بين مستويات الهوية الثقافية ؟
العلاقة بين مستويات الهوية الثقافية تتحدد بنوع "الآخر" الذي تتفاعل معه كل هوية: الآخر الداخلي أو الخارجي يحدد طبيعة العلاقة بين الهوية الفردية والجماعية والوطنية.
5- ما العامل المتحكم في حركية كيان الهوية الثقافية ؟
العامل المتحكم هو التفاعل مع "الآخر" سواء داخلياً أو خارجياً، وكذلك المصالح الفردية والجماعية والوطنية التي تؤثر على تطور الهوية الثقافية.
6- تظهر الهوية الثقافية في مستويات ثلاثة. اذكر هذه المستويات.
مستويات الهوية الثقافية هي:
الفردية: الهوية الخاصة بالفرد داخل المجتمع.
الجماعية: الهوية الخاصة بالجماعات داخل الأمة.
الوطنية/القومية: الهوية التي تمثل الأمة ككل في علاقتها بالأمم الأخرى.
7- ما الطريقة التي يُحَدِّدُ بها "الآخَرُ" العلاقة بين مستويات الهوية الثقافية؟
إذا كان "الآخر" داخلياً (داخل الأمة)، فإن الهوية الفردية أو الجماعية هي التي تتفاعل. وإذا كان "الآخر" خارجياً (خارج الأمة)، فإن الهوية الوطنية أو القومية هي التي تتفاعل في مواجهة هذا الآخر.
8- يم يربط الكاتب اكتمال الهوية الثقافية؟
اكتمال الهوية الثقافية مرتبط بتجسيدها في كيان مشخص يجمع بين الوطن (الأرض والتاريخ)، الأمة (الثقافة المشتركة)، والدولة (التجسيد القانوني للوحدة).
9- لم اشترط محمد عابد الجابري تطابق العناصر المكونة للهوية الثقافية ؟
اشترط الجابري تطابق هذه العناصر (الوطن، الأمة، الدولة) لأن اكتمال الهوية الثقافية يعتمد على تكامل هذه الأبعاد.
تحليل النص
يعالج الكاتب فكرة الهوية الثقافية، ويقدم المعطيات في بناء منطقي متساند الخطوات معتمدا على أسلوب تقريري قائم على تقنيتي التفريع و الاشتقاق.
1- قسم النص إلى فقرات، وحدد الفكرة الأساسية لكل فقرة.
الفقرة الأولى (من "إن الثقافة لا يمكن أن تقع..." إلى "ما ينبغي أن يُعمل وما لا ينبغي أن يُعمل"): الفكرة الأساسية: تعريف الهوية الثقافية، وتوضيح أن هناك ثقافات متعددة لكل منها خصوصيتها الحضارية.
الفقرة الثانية (من "تلزم عن هذا التعريف..." إلى "حيناً ينشر حيناً آخر"): الفكرة الأساسية: التأكيد على استحالة وجود ثقافة عالمية واحدة، وأن الثقافات متعددة ومتنوعة، بعضها ينغلق والبعض الآخر يسعى للانتشار.
الفقرة الثالثة (من "والهوية الثقافية هي في الغالب..." إلى "وما ينبغي أن يُعمل"): الفكرة الأساسية: تحليل مستويات الهوية الثقافية (الفردية، الجماعية، الوطنية)، وكيف تتفاعل هذه المستويات مع "الآخر".
الفقرة الرابعة (من "هناك إذن ثلاثة مستويات..." إلى "وفي زمن الحرب"): الفكرة الأساسية: شرح العلاقة بين الهوية الفردية والجماعية والوطنية، وكيف تتحدد بناءً على موقع "الآخر".
الفقرة الخامسة (من "وبالنظر إلى تعدد الدوائر..." إلى "والحكومة أو النظام السياسي"): الفكرة الأساسية: ربط اكتمال الهوية الثقافية بعناصر محددة هي الوطن، الأمة، والدولة.
2- تقدم الفقرة الأولى تعريفين للثقافة. ما وجه الاختلاف بينهما ؟
الاختلاف بين التعريفين: التعريف الأول يركز على أن الثقافة هي مزيج من القيم والذكريات والتصورات والرموز التي تعبر عن هوية جماعة ما، في حين أن التعريف الثاني يربط الثقافة بالخصوصية التاريخية للأمم، ويشمل نظرة الأمة للكون والحياة والموت.
3- لماذا يلح الكاتب على استحالة وجود ثقافة عالمية واحدة؟
الكاتب يلح على استحالة وجود ثقافة عالمية واحدة لأن كل جماعة بشرية لها هويتها الثقافية الخاصة التي تعبر عن تجربتها وتاريخها وخصوصيتها الحضارية. وبالتالي، من غير الممكن أن تندمج كل هذه الثقافات في كيان ثقافي واحد.
4- يتميز مفهوم الهوية الثقافية بالحركية والتحول الدائمين، ما العوامل المتحكمة في ذلك؟
التفاعل مع "الآخر"، سواء داخلياً أو خارجياً.
المصالح الفردية والجماعية والوطنية التي تؤثر على الهوية الثقافية.
التجارب والمعاناة التي تواجهها الجماعات، مما يؤدي إلى تطور الهوية الثقافية بمرور الوقت.
5- كيف يحدد التقابل بين "الأنا" و"الآخر" مستويات حركة الهوية الثقافية ؟
إذا كان "الآخر" داخلياً، فالهوية الفردية تبرز كـ"أنا" في مواجهة "الآخر" داخل الجماعة.
إذا كان "الآخر" داخل الأمة، فالهوية الجماعية هي التي تتفاعل مع "الأنا".
إذا كان "الآخر" خارجياً (من خارج الأمة)، فالهوية الوطنية أو القومية هي التي تتفاعل مع "الأنا" في مواجهة "الآخر" الخارجي.
6- ما العلاقة المميزة لتفاعل الهويات الفردية والجماعية والوطنية؟
العلاقة بين هذه الهويات ليست ثابتة، بل تتغير بناءً على التحديات والظروف المحيطة، وتحددها المصالح المختلفة للأفراد والجماعات والدولة. فهي في حالة مد وجزر، حيث تتوسع أو تضيق حسب تفاعلها مع "الآخر".
7- اعتمد الكاتب في معالجته لموضوع النص على بناء منطقي واضح المعالم. أبرز مظاهر هذا البناء، اعتماداً على أدلة مستمدة من النص.
التدرج المنطقي: الكاتب يبدأ بتعريف الهوية الثقافية، ثم ينتقل إلى شرح مستوياتها المختلفة (الفردية، الجماعية، الوطنية)، وأخيراً يتناول كيفية تفاعل هذه المستويات مع "الآخر".
التفريع: كل فكرة رئيسية تتفرع إلى أفكار تفصيلية مدعومة بأمثلة.
الاشتقاق: اشتقاق نتائج منطقية من التعريفات المقدمة في النص، مثل استحالة وجود ثقافة عالمية بناءً على تنوع الثقافات.
8- استدل على انتماء النص إلى صنف النصوص التفسيرية.
النص يقدم تعريفات دقيقة لمفاهيم مثل الثقافة والهوية الثقافية.
يستخدم الكاتب أسلوباً تفسيرياً لإيضاح العلاقة بين مختلف مستويات الهوية الثقافية.
يتمحور النص حول تفسير كيفية تشكل الهوية الثقافية وتأثرها بالعوامل المختلفة، مما يجعله نصاً تفسيرياً بامتياز.
9- يَغْلِبُ على لغة النص الأسلوب التقريري والصيغ الوثوقية. استخرج ما يدل على ذلك من النص.
"إن الثقافة لا يمكن أن تقع تحت مقولة العولمة."
"تلزم عن هذا التعريف، لزوماً ضرورياً، النتيجة التالية."
"الهوية الثقافية هي في الغالب مستويات ثلاثة." هذه العبارات تعكس يقين الكاتب وثقته في تقديم المعلومات دون مجال للتشكيك.
10- بين الوظيفة التي تقوم بها تقنية التفريع والاشتقاق في بناء موضوع النص.
التفريع: يتيح تقديم الأفكار بشكل منظم ومفصل، مما يسهل على القارئ فهم مستويات الهوية الثقافية المختلفة.
الاشتقاق: يمكن الكاتب من بناء نص منطقي، حيث يشتق النتائج من التعريفات المقدمة، ويقدم استنتاجات منطقية مثل استحالة وجود ثقافة عالمية، مما يعزز تماسك النص.
تركيب وتقويم
1- لخص في ثلاثة أسطر، أهم القضايا الفكرية التي يدور حولها النص.
يدور النص حول مفهوم الهوية الثقافية، وتعدد الثقافات في العالم حيث يرفض الكاتب فكرة وجود ثقافة عالمية واحدة. يناقش الكاتب مستويات الهوية الثقافية (الفردية، الجماعية، والوطنية) ويبين كيفية تفاعلها مع "الآخر" في سياقات مختلفة، مشيراً إلى أن الهوية تتشكل وتتطور بناءً على تجربة كل جماعة بشرية وعلاقتها بمحيطها.
2- ركب في فقرة مركزة، النتائج التي توصلت إليها من تحليلك لطريقة كتابة الأستاذ محمد عابد الجابري في هذا النص.
يعتمد الجابري في كتابته على أسلوب تقريري يعتمد التوضيح والتحليل المنطقي. يستخدم تقنيتي التفريع والاشتقاق لتقديم أفكاره بشكل مترابط ومنظم، حيث يبدأ بتعريف مفاهيم الثقافة والهوية، ثم يشتق منها نتائج منطقية تتعلق بتعدد الثقافات، ويشرح كيفية تفاعل الهويات المختلفة مع "الآخر". هذا المنهج يعكس قدرته على تقديم موضوعات معقدة بوضوح وبنية فكرية متماسكة.
3- هل توافق الكاتب على رأيه القائل "ليست هناك ثقافة عالمية واحدة، بل ثقافات".
نعم، أوافق على رأي الكاتب بأن "ليست هناك ثقافة عالمية واحدة، بل ثقافات"، لأن كل مجتمع أو أمة تمتلك خصوصياتها التاريخية والحضارية التي تعبر عن تجربتها الفريدة. بينما قد تكون هناك قيم مشتركة بين الثقافات، فإن الهوية الثقافية تبقى متعددة ومتنوعة، ولا يمكن دمج جميع ثقافات العالم في ثقافة واحدة.
0 تعليقات