درس المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس جدع مشترك

 

ملخص شامل لدرس المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس

مقدمة

يشكل سطح الأرض مسرحًا لمجموعة من العمليات الجيولوجية التي تنتج عنها تضاريس متنوعة تختلف في خصائصها وأشكالها. تهدف دراسة المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس إلى فهم تلك العمليات وتوزيعها المكاني وتأثيراتها على تشكيل سطح الأرض عبر الزمن.

كيف تتوزع المجموعات البنيوية الكبرى عبر مناطق العالم المختلفة؟ وما العوامل التي تتحكم في هذا التوزيع؟

المجموعات البنيوية الكبرى والخصائص الطبوغرافية للأشكال التضاريسية

المجموعات البنيوية الكبرى

• القواعد القديمة (الدروع): تعد القواعد القديمة أو الدروع الصخرية من أقدم البنى الجيولوجية على سطح الأرض، وتشكل أساسًا مستقرًا يعود تاريخه إلى العصور الجيولوجية القديمة. تتواجد هذه الدروع بشكل رئيسي في قارتي إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية. تتميز هذه المناطق بصلابتها وثباتها، وهي غنية بالمعادن مما يجعلها ذات أهمية اقتصادية كبرى.

• الأحواض الرسوبية: تتشكل الأحواض الرسوبية في المناطق المنخفضة التي تتراكم فيها الرواسب القادمة من المناطق المجاورة عبر ملايين السنين. تعتبر هذه الأحواض غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والفحم، وهي تنتشر في مناطق مثل سهل الأمازون، والسهول الكبرى في أمريكا الشمالية، وسهول أوروبا وآسيا. تتكون تضاريس الأحواض الرسوبية من تكوينات صخرية أفقية أو مائلة قليلاً، مما يجعلها مناسبة للزراعة وتطوير المجتمعات البشرية.

• السلاسل الجبلية الحديثة: تشكلت هذه السلاسل الجبلية نتيجة لحركات تكتونية حديثة نسبيًا (منذ حوالي 65 مليون سنة)، وهي تتسم بارتفاعها وضخامتها وتواجدها على طول حدود الصفائح التكتونية. تشمل هذه السلاسل جبال الألب في أوروبا، جبال الهمالايا في آسيا، وسلاسل الأنديز في أمريكا الجنوبية. هذه الجبال تعد مراكز رئيسية للتنوع الحيوي وتؤثر بشكل كبير على المناخ المحلي والإقليمي.

الخصائص الطبوغرافية للأشكال التضاريسية ومناطق انتشارها

السلاسل الجبلية: هي مناطق مرتفعة تتشكل نتيجة حركة الصفائح التكتونية التي تؤدي إلى التواءات وانكسارات في القشرة الأرضية. هذه السلاسل عادة ما تمتد لمسافات طويلة وتحتوي على قمم عالية. و تتميز السلاسل الجبلية بارتفاعها الشاهق الذي قد يصل إلى آلاف الأمتار فوق مستوى سطح البحر، مما يجعلها مصدرًا هامًا للمياه العذبة نتيجة ذوبان الثلوج في قممها. كما أنها تلعب دورًا حيويًا في تشكيل المناخ المحلي عبر تأثيرها على التيارات الهوائية. جبال الهيمالايا، جبال الألب، والروكي.

الهضاب: هي مناطق مرتفعة نسبياً ذات سطح مستوٍ أو متموج، وتتشكل في الغالب بفعل النشاط التكتوني أو نتيجة عوامل التعرية التي تزيل الطبقات العليا من الجبال. و تتميز الهضاب بارتفاعها النسبي مقارنة بالأراضي المحيطة، لكنها تظل أقل ارتفاعًا من الجبال. غالبًا ما تكون هذه المناطق غنية بالموارد المعدنية والفلزية مثل هضبة الدكن في الهند وهضبة التبت التي تعتبر من أكبر الهضاب وأعلاها في العالم.

السهول: هي مساحات واسعة من الأراضي المنبسطة أو المتموجة برفق، تتشكل عادة نتيجة تراكم الرواسب التي تجلبها الأنهار أو البحار. هذه المناطق قد تكون ساحلية أو داخلية. تعتبر السهول من أكثر المناطق ملائمة للزراعة بسبب تربتها الخصبة وسهولة استغلالها. توفر هذه الأراضي مكانًا مثاليًا للزراعة الكثيفة والبناء الحضري. السهل الأوروبي الكبير وسهول الأمازون هما أمثلة بارزة للسهول التي تلعب دورًا هامًا في الاقتصاد والزراعة. إضافةً إلى ذلك، تُعد السهول مناطق هامة لتكوين الأودية النهرية الكبرى، مثل نهر المسيسيبي في أمريكا الشمالية.

تلعب العوامل الباطنية والخارجية دورًا هامًا في تشكيل التضاريس

دور العوامل الباطنية في نشأة التضاريس

• التضاريس الالتوائية: تنتج التضاريس الالتوائية عن حركات انضغاطية في القشرة الأرضية، مما يؤدي إلى تشكل طيات ملتوية تتراوح بين الطيات المحدبة (المرتفعة) والطيات المقعرة (المنخفضة). تشكل هذه التضاريس جزءًا كبيرًا من السلاسل الجبلية الحديثة مثل جبال الألب وجبال الأطلس.

• التضاريس الانكسارية: تتشكل التضاريس الانكسارية عندما تتعرض القشرة الأرضية لحركات تمددية أو تصدع، مما يؤدي إلى تكوين كتل صخرية مرتفعة وأخرى منخفضة. تشمل هذه التضاريس الأخاديد مثل الوادي المتصدع الكبير في شرق إفريقيا الذي يتشكل نتيجة لانكسارات تكتونية عميقة.

• الحركات الباطنية السريعة (الزلازل والبراكين)

الزلازل: تعتبر الزلازل من الحركات الباطنية السريعة التي تؤثر بشكل كبير على شكل التضاريس. تحدث الزلازل نتيجة للانزلاقات الفجائية في الصفائح التكتونية، مما يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في سطح الأرض مثل تشكل الأخاديد، الفوالق، والانهيارات الأرضية.

البراكين: تنشأ البراكين نتيجة لخروج المواد المنصهرة (الماجما) من باطن الأرض إلى السطح، مما يؤدي إلى تكوين تضاريس بركانية مثل الجبال البركانية والهضاب البركانية. تعتبر هذه التضاريس من أكثر الأشكال التضاريسية ديناميكية وتأثيرًا على المناظر الطبيعية.

هذه الحركات الباطنية، سواء كانت بطيئة (مثل التواءات وانكسارات) أو سريعة (مثل الزلازل والبراكين)، تساهم بشكل كبير في تشكيل سطح الأرض وإعادة تشكيله عبر الزمن الجيولوجي.

دور العوامل الخارجية في تشكيل التضاريس وتطورها

• تأثير التجوية والتعرية: تلعب عمليات التجوية (تحلل الصخور) والتعرية (نقل المواد المتحللة) دورًا هامًا في تفتيت الصخور ونقل الرواسب، مما يؤدي إلى تشكيل وتطوير تضاريس جديدة. تختلف أشكال التعرية بين المناطق الجافة والرطبة، حيث تكون العوامل الريحية والجليدية هي الأكثر تأثيرًا في المناطق الجافة، بينما تسيطر المياه في المناطق الرطبة.

• تأثير التعرية على تطور الأودية النهرية: التعرية النهرية هي عملية نحت الأودية وتعمقها بفعل جريان المياه النهرية. يتطور الوادي مع مرور الزمن عندما تقوم الأنهار بنقل الرواسب والنحت في القشرة الأرضية. يؤدي النحت المستمر إلى تعميق وتوسيع الأودية النهرية. الأنهار مثل نهر الأمازون أو نهر المسيسيبي تشكل أودية واسعة من خلال هذه العمليات، وتساهم في نقل الرواسب من المناطق المرتفعة إلى السهول الفيضية، مما يعزز خصوبة التربة في تلك المناطق.

• دور التعرية في تشكيل الأجراف الساحلية: التعرية الساحلية تحدث بفعل حركة الأمواج والرياح على طول الساحل، مما يؤدي إلى تآكل الصخور وتراجع الأجراف. تساهم التعرية الساحلية في تشكيل أشكال تضاريسية ساحلية مثل الشواطئ الرملية، الكهوف الساحلية، والأجراف البحرية. الأمثلة تشمل الأجراف البيضاء الشهيرة على ساحل دوفر في إنجلترا. هذه الأشكال التضاريسية تتغير باستمرار بفعل قوى التعرية، مما يجعل المناطق الساحلية ديناميكية للغاية.

خاتمة

إن فهم المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس يعطينا نظرة شاملة عن العمليات الجيولوجية التي تشكل سطح الأرض. هذه المعرفة تساهم في توجيه استخدام الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى توفير فهم أعمق للعوامل التي تؤثر على توزيع الأنشطة البشرية.