درس دراسة الدولة الإدريسية من خلال وثائق تاريخية الثانية اعدادي

ProfSalmi أغسطس 11, 2024 أغسطس 11, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: في أواخر القرن الثامن الميلادي، كان المغرب الأقصى يشهد انقسامات وصراعات بين عدة دويلات مستقلة، مما أتاح فرصة لظهور قوى جديدة تسعى لتوحيد البلاد تحت را
-A A +A


دراسة الدولة الإدريسية من خلال وثائق تاريخية ملخص مفصل

مقدمة

في أواخر القرن الثامن الميلادي، كان المغرب الأقصى يشهد انقسامات وصراعات بين عدة دويلات مستقلة، مما أتاح فرصة لظهور قوى جديدة تسعى لتوحيد البلاد تحت راية واحدة. وسط هذه الفوضى، برزت الدولة الإدريسية كأول دولة إسلامية مستقلة في المغرب، حيث أسسها إدريس بن عبد الله الذي ينحدر من البيت النبوي الشريف. وتشكلت العديد من التساؤلات حول كيفية تأسيس هذه الدولة واستمرارها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

درس دراسة الدولة الإدريسية من خلال وثائق تاريخية الثانية اعدادي


نشأت الدولة الإدريسية على يد إدريس الأول

مرحلة تأسيس الدولة الادريسية

وصل إدريس بن عبد الله إلى المغرب الأقصى بعد هروبه من المشرق إثر معركة فخ عام 786م، حيث تلقى دعماً من قبيلة أوربة الأمازيغية التي بايعته على الحكم. استقر في مدينة وليلي، وبدأ في توحيد القبائل المغربية تحت راية الإسلام. وبفضل كاريزمته وخبرته، نجح في تأسيس نواة الدولة الإدريسية عام 788م. تمكن إدريس الأول من توسيع نفوذ الدولة عبر فتح سائر مناطق المغرب ونشر الإسلام بين سكانه، مما جعل الدولة الإدريسية أول كيان سياسي موحد في المنطقة.

مرحلة التوسع والضعف

بعد اغتيال إدريس الأول بواسطة السم، تولى مولاه راشد الوصاية على زوجته الحامل كُتُرة حتى ولادة إدريس الثاني. عند بلوغه، بايع المغاربة إدريس الثاني كحاكم جديد عام 803م، حيث تمكن من توطيد حكم والده وتوسيع حدود الدولة الإدريسية لتشمل معظم مناطق المغرب. قام إدريس الثاني بتأسيس عدة مدن جديدة، من بينها مدينة فاس التي أصبحت فيما بعد العاصمة. ولكن بعد وفاته عام 829م، بدأت الدولة في الانقسام والضعف بسبب النزاعات الداخلية بين أبناء إدريس الثاني، مما أدى إلى تراجع نفوذ الأدارسة تدريجياً.


ساهمت فاس في إشعاع الثقافة الإسلامية

تأسيس وبناء مدينة فاس

تأسست مدينة فاس عام 808م على يد إدريس الثاني، وتعتبر من أبرز الإنجازات العمرانية للدولة الإدريسية. يُقال أن إدريس الأول هو من اختار موقع المدينة وبدأ في بنائها، لكن إدريس الثاني أكمل المهمة. تم تقسيم المدينة إلى جزأين: عدوة الأندلس وعدوة القرويين، يفصل بينهما نهر فاس الكبير. وشهدت المدينة بناء العديد من المساجد الكبرى مثل مسجد الأشياخ ومسجد الشرفاء، بالإضافة إلى قصر إدريس الثاني الذي أقامه في عدوة القرويين. لعبت فاس دورًا حيويًا كعاصمة سياسية وثقافية، حيث كانت محاطة بأسوار ضخمة لحمايتها من غزو القبائل، وأصبحت مركزًا للتجارة والحكم في المغرب.

إشعاع فاس الحضاري

بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي ودورها كمركز للحكم، أصبحت فاس مركزًا للحضارة الإسلامية في المغرب. شهدت المدينة توسعًا عمرانيًا ملحوظًا وزيادة في عدد السكان، مما ساهم في ازدهارها الاقتصادي والثقافي. أحد أهم المعالم الثقافية في فاس كان تأسيس جامعة القرويين عام 859م على يد فاطمة الفهرية، التي تعد من أقدم الجامعات في العالم. استقطبت الجامعة طلابًا من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، واشتهرت بتدريس مجموعة واسعة من العلوم مثل الفقه، والحديث، والتفسير، والطب، والفلسفة. وبهذا، أصبحت فاس مركزًا علميًا ودينيًا يفوق شهرة مدن مثل القيروان والفسطاط.


خاتمة

ساهمت الدولة الإدريسية في تأسيس نظام حكم وراثي مستقر في المغرب، وبنت مدينة فاس التي أصبحت مركزًا حضاريًا ودينيًا مؤثرًا. رغم التحديات والصراعات التي واجهتها، تركت الدولة الإدريسية إرثًا عظيمًا لا يزال تأثيره محسوسًا في تاريخ المغرب حتى اليوم. وكانت تجربتهم مثالاً ناجحًا على توحيد القبائل والشعوب تحت راية الإسلام وبناء دولة ذات تأثير إقليمي كبير.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/