الامتحان الجهوي اللغة العربية 2024 جهة الشرق باك احرار

 

الامتحان الجهوي الموحد البكالوريا الدورة العادية 2024 باك حر

جهة الشرق

المادة: اللغة العربية

الشعبة او المسلك: جميع الشعب العلمية والتقنية

المستوى الدراسي: السنة الثانية (المترشحون الأحرار)

مدة الانجاز: ساعتان

المعامل: 2

النص

     على أعتاب قرن جديد من تاريخ البشرية تتوالد الأسئلة وتتفاقم الهواجس، إذ تعكس القلق الذي يسيطر على النفوس إزاء مسيرة التاريخ البشري، في تحولاتها الدامية، وتبعاتها المتجذرة عبر ماض يحضر أكثر من الحاضر ليتجاوزه إلى المستقبل، وخلال حاضر يشي بالصدام والمواجهة، وأمام مستقبل يبدو مجهولا ومعلوما في أن واحد، إلا أنه يُنْذِرُ باحتمالات شتى تتقاطع في محور اساسي وأزلي هو الصراع، ولعل أكثر الأسئلة حضورا: ماذا يحمل القرن الحادي والعشرون للبشرية؟ وربما بصياغة أدق ماذا يحمل البشر لقرنهم الحادي والعشرين؟

      وما يجعل الإنسانية أكثر قلقا هو ما اتسم به هذا القرن من حروب فتاكة، وما يذخره من وسائل التدمير الشامل، والسباق المحموم نحو التسلح الشيء الذي بدا معه هذا القرن أفظع واعتى مما سبقه من قرون، ومع التقدم التكنولوجي والمعرفي والاتصالي المتزايد باتت مساحة المواجهة والصدام تشمل كل بقعة من هذه الأرض التي كانت - يوما ما - تنعم في عمومها بالطمأنينة والسلام.

      قبل عقود طرح المفكر والفيلسوف الفرنسي "روجيه غارودي" مشروعه (حوار الحضارات) داعيا لتأسيس أرضية للتفاهم بين شعوب الأرض، وكان مشروعه يتمحور حول محور أساس، هو نقد الهيمنة الغربية على عالم اليوم، إلى درجة أنه اعتبر الغرب مرضا الم بمسيرة البشرية، ولكنه مرض زائل( كما يرى)! ويبدو أن غارودي - المتنقل بين مذاهب واتجاهات عصر الإيديولوجيات - كان يحاول الدفاع عن نظرته التقليدية التي تنظر إلى تحولات الغرب بُعَيْدَ الحرب العالمية الثانية على أنها شكل من أشكال التداعي البطيء الذي لا يلبث طويلا حتى يسارع نحو الهاوية. وهذه النظرة تجلت في آثار مفكرين غربيين عديدين تحت عناوين مختلفة: انحدار الحضارة، انحطاط الحضارة وسقوطها... إلخ

      إن الغرب، ومنذ زمن طويل، وضع نفسه في مواجهة صريحة إزاء العالم غير الغربي، مع العلم أن الحروب الكبرى في القرن العشرين كانت بين أطراف غربية أساسا، إلا أن فكرة "غرب في مواجه العالم " هي فكرة محورية، ومع تراجع الصراع الإيديولوجي في الغرب بات حلم الهيمنة يطارد أكثر الرؤوس تطلعا للتحرر من الهيمنة الغربية، وهذا هو جوهر فكرة "صدام الحضارات" للمفكر الأمريكي "صامويل هنتنغتون". ومع أن النزعة السياسية تهدف إلى المواجهة والهيمنة، إلا أن الخطاب الفكري ذا النزعة الإنسانية يدعو إلى الحوار والتعايش بين الأمم إلى حد معين، وضمن تصور لا يزال يبحث له عن موقع قدم ضمن خارطة عالم يعج بالمتناقضات.

المصدر: عبد الواحد علواني، "مواجهة أم حوار؟! الإسلام والغرب على مشارف قرن جديد "

ضمن كتاب الكلمة: مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة، رقم 04 السنة 2007 ، ص 249 وما بعدها (بتصرف)

اقرأ النص بتمعن وأجب عن الأسئلة التالية

المجال الأول: درس النصوص (10 نقط)

1. انطلق من الفقرة الأخيرة وافترض موضوع النص.

2. اشرح قولة الكاتب: "ما يجعل الإنسانية أكثر قلقا هو ما اتسم به هذا القرن من حروب فتاكة، وما يذخره من وسائل متنوعة للتدمير الشامل والسباق المحموم نحو التسلح".

3. يتقاسم معجم النص حقلان دلاليان: حقل دال على الصراع، وحقل دال على الحوار.

- استخرج لفظتين أو عبارتين دالتين على كل منهما، وبين العلاقة القائمة بينهما.

4. لماذا تمحور المشروع الفكري ل "غارودي" حول نقد الهيمنة الغربية على عالم اليوم؟

5. يغلب على النص الطابع الحجاجي، بين مقومات الحجاج في النص.

6. لخص نتائج تحليلك مبديا رأيك حول علاقة الغرب حاليا بغيره من الأمم؟

المجال الثاني علوم اللغة (4 نقط) .

1. استخرج من النص مثالين للاقتراض اللغوي وحدد نوعيهما.

2. ركب جملتين مفيدتين، تتضمن الأولى اسم مكان والثانية اسم مفعول من غير الثلاثي.

المجال الثالث: التعبير والإنشاء (6 نقط)

تصور أنك مسؤول تجاري بشركة خاصة حاول صاحبها إدماج وسائل تكنولوجية في نظام العمل، لكنه اصطدم برفض العمال نظرا لعدم درايتهم بهذه الوسائل الجديدة، فانتدبك زملاؤك نيابة عنهم للتفاوض مع صاحب الشركة للوصول إلى حل مُرْضِ بين الطرفين.

اكتب موضوعا إنشائيا توظف فيها الخطوات المنهجية، والتقنيات الإجرائية التي اكتسبتها في "مهارة التفاوض والمقابلة".