مقالة في درس النظام العالمي الجديد والقطبية الواحدة

ProfSalmi أبريل 06, 2024 أبريل 06, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: ملخص ومقالة حول النظام العالمي الجديد والقطبية الواحدة .. تغير النظام العالمي على إثر تفكك الإتحاد السوفياتي سنة 1991م، فتوسع نطاق هيمنة المعسكر...
-A A +A


ملخص ومقالة حول النظام العالمي الجديد والقطبية الواحدة



مقدمة

تغير النظام العالمي على إثر تفكك الإتحاد السوفياتي سنة 1991م، فتوسع نطاق هيمنة المعسكر الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية (U.S.A). فما هي مظاهر هذه الهيمنة وما طبيعة الوسائل المعتمدة لتقويتها؟ و ما هي العوامل المفسرة لبروز النظام العالمي الجديد؟ ثم أين تجلت ردود الفعل الدولية اتجاه التحكم الأمريكي؟.


تميز النظام العالمي بعد سقوط المعسكر الإشتراكي ونهاية الحرب الباردة بهيمنة القطب الرأسمالي في شخص الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تجلت مظاهر هذه الهيمنة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية؛ بحيث أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم في السياسة الدولية عبر توجيه قرارات هيئة الأمم المتحدة، وفرض الحصار الاقتصادي والعزلة السياسية على الدول التي تعارضها (مثل كوريا الشمالية وإيران وسوريا وكوبا ... )، بالإضافة إلى التدخل في المؤتمرات الدولية والإقليمية، كما تقوم بمراقبة التسلح النووي وتنشر قواعدها العسكرية في العديد من بقاع العالم ... . ولكي تسيطر على دواليب الاقتصاد العالمي: بذلت جهودها لنشر وعولمة النظام الرأسمالي، وتدخلت في اقتصادات دول كثيرة عبر استغلال الشروط التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية من قبيل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.


وتستعين الولايات المتحدة الأمريكية بتوظيف قرارات "مجلس الأمن الدولي" بحكم عضويتها الدائمة فيه، وامتلاكها لحق النقض (الفيتوVITO) من أجل فرض الحصار على الدول التي تعارض سياساتها، وعزلها عن مسار السياسة الدولية، بالإضافة إلى استعمالها لأسلوب التدخل العسكري لإخضاع الدول المخالفة لتوجهاتها السياسية والاقتصادية من قبيل العراق في سنة 1991م وسنة 2003، وليبيا خلال سنة 1992م. وأفغانستان في عام 2001م، وكل ذلك بغرض تكريس هيمنتها على النظام العالمي.


وقد ارتبط ظهور "النظام العالمي الجديد" - عبارة استعملها الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب) للتعبير عن نهاية القطبية الثنائية - المتميز بالهيمنة الأحادية للقطب الرأسمالي بمجموعة من العوامل؛ كان على رأسها سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا الغربية مع ألمانيا الشرقية سنة 1990م. وتأسيس "رابطة الدول المستقلة" سنة 1991م من طرف الجمهوريات المستقلة عن الدولة المركزية للإتحاد السوفياتي، إضافة إلى إلغاء الأنظمة السياسية الاشتراكية بالعديد من الدول التي كانت تنتمي إلى المعسكر الشرقي وتعويضها بالأنظمة الرأسمالية أو ما يصطلح عليها بالأنظمة الديمقراطية: مثل هنغاريا وبلغاريا وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا ما بين 1989م و1991م.

وأمام غطرسة الولايات المتحدة الأمريكية وتماديها في التحكم بمسار النظام العالمي، تزايد عدد الدول المعارضة لسياستها داخل هيئة الأمم المتحدة؛ حيث خالفتها دول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي في ملفات عدة من قبيل قضايا التسلح بإيران وكوريا الشمالية، ونسقت الدول المعارضة لها قصد توحيد مواقفهم داخل الجمعية العامة، كما ساهم صعود الأحزاب اليسارية الاشتراكية إلى الحكم بمجموعة من البلدان في تقلص النفوذ الأمريكي، وارتفع الإقبال على صنع الأسلحة النووية، بالإضافة إلى بروز منظمات وجمعيات غير حكومية تناهض هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وتعارض عولمتها لنماذجها الاقتصادية والسياسية والثقافية.


استغلت الولايات المتحدة الأمريكية حدث انهيار المعسكر الإشتراكي لتأسيس نظام عالمي جديد يسير وفق توجهاتها السياسية ويخدم أهدافها الاقتصادية، فأصبحت تعتبر نفسها "دركيا" للعالم بأسره، كما أن شعورها بالعظمة دفع بها مرات عدة إلى إصدار قرارات تتسبب في توتر العلاقات الدولية، وقد كان آخرها قرار الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لإسرائيل الذي خالف قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 181 الصادر منذ سنة 1947م.

مصدر المقالة : الداعم في التاريخ والجغرافيا للأستاذ عبد الخالق الخلطي.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/