موضوع مقالي حول نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة الثانية باك

ProfSalmi مارس 29, 2024 أبريل 02, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: ملخص درس ومقالة في درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة.. أدى تضارب أوجه النظر بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية حول وضع الخطوط
-A A +A



ملخص درس ومقالة في درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة

مقدمة

أدى تضارب أوجه النظر بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية حول وضع الخطوط العريضة للعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى انشقاق "الحلفاء" وبروز نظام القطبية الثنائية، فأقحمت أغلب مناطق المعمور في حرب باردة امتدت مابين 1947م و1989م. فما هو السياق التاريخي لظهور القطبية الثنائية؟ وأين تجلت مظاهر الحرب الباردة بين القطبين ؟


عقدت الدول الثلاث الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية "مؤتمر بالطا" سنة 1945م بحضور كل من "جوزيف ستالين" و"روزفلت" و"تشرشل"؛ من أجل تحديد المسار المناسب للعالم بعد نهاية الحرب، غير أن تأويل الإتحاد السوفياتي لمخرجات هذا المؤتمر أقلق الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا بعد تشجيعه العديد من الدول في آسيا والبلقان على تبني الشيوعية واعتماد النظام الاشتراكي، فأنزل "ستار حديدي" (تعبير استعمله رئيس الوزراء البريطاني تشرشل - ) بين الطرفين وانقسم العالم إلى قطبين؛ قطب شرقي اشتراكي بزعامة الإتحاد السوفياتي، وقطب غربي رأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد بداية الحرب الباردة بين الطرفين تحولا من قطبين متعارضين إلى معسكرين.

وقد مرت الحرب الباردة بين المعسكر الإشتراكي الشرقي والمعسكر الرأسمالي الغربي عبر مرحلتين تخللتهما مرحلة للتعايش السلمي؛ بحيث تميزت المرحلة الأولى (1947م - 1953م) بإطلاق الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع مارشال سنة 1947م من اجل دعم اقتصادات دول أوربا الغربية (مثل فرنسا ... ) وبعض الدول الأخرى بآسيا من قبيل اليابان وجنوب كوريا، قصد التصدي للمد الشيوعي ومحاصرته، فرد الإتحاد السوفياتي بتأسيس مجلس المساعدة الاقتصادية "الكوميكون" سنة 1949م لاحتضان دول أوربا الشرقية، وأنشأ منظمة "الكومينفروم" للتنسيق بين الأحزاب الشيوعية في أوربا؛ بغرض مواجهة الدعاية الأمريكية ومشروع مارشال. وأمام تزايد التوتر بين القطبين كونت الولايات المتحدة الأمريكية "حلف الشمال الأطلسي" (N.A.T.O) سنة 1949م وضم 14 دولة من أمريكا الشمالية وأوربا والأناضول، في المقابل كون الإتحاد السوفياتي "حلف وارسو" من الدول الإشتراكية سنة 1955م .... كما شهدت هذه المرحلة أزمات عديدة؛ كان على رأسها أزمة برلين الأولى (1948 - 1949م) التي أدت إلى تقسيم ألمانيا بما فيها العاصمة برلين إلى جزء غربي رأسمالي وجزء شرقي اشتراكي. ثم أزمة الحرب الكورية (1950 - 1953م) الناجمة عن اشتعال نار القتال بين جنوب كوريا المدعوم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وشمالها المساند من قبل الإتحاد السوفياتي والصين، وقد تسببت في تقسيم كوريا إلى كوريتين، واعتبر خط العرض "38 فاصلا حدوديا بينهما.


وبعد وفاة "جوزيف ستالين" سنة 1953م دخل القطبين في "مرحلة التعايش السلمي" مابين سنتي 1953 و 1975م؛ من خلال تنظيم اللقاءات الودية والمؤتمرات لحل بعض النزاعات الدولية وإبرام عدة اتفاقيات مثل اتفاقية "سالت 1 " للحد من انتشار الأسلحة النووية، كما عرفت هذه المرحلة اعتراف الإتحاد السوفياتي بألمانيا الغربية وحله للكومنقروم، في المقابل أوقف الرئيس الأمريكي "دوايت أيزنهاور" الحملة المكارتية المعادية للشيوعية واستقبل لأول مرة الرئيس السوفياتي "نيكيتا خروتشوف" ببلاده. غير أن هذه المرحلة كذلك لم تخلو بدورها من الأزمات إذ برزت أزمة ثانية ببرلين سنة 1961م بسبب بناء الحكومة السوفياتية لجدار فاصل بين شرق المدينة وغربها، ثم في سنة 1962م ظهرت أزمة الصواريخ يكوبا، كما تدخل الجيش السوفياتي في تشيكوسلوفاكيا سنة 1968م لإيقاف جو التغيير السياسي فيها، واستمرت الحرب العربية الإسرائيلية خلال سنة 1975م، ثم شهدت لبنان حربا أهلية سنة 1975م بفعل الخلافات بين التيارات السياسية وتدخل أطراف خارجية. بالإضافة إلى حرب الفيتنام (1954 - 1975م) التي خلفت خسائر بشرية مهولة واشتعلت بسبب مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية للمد الشيوعي، فانتهت بتوحيد الفتنام على يد الزعيم "هوشي منه" عقب انتصار الشمال الموالي للإتحاد السوفياتي.

ولم تدم طويلا فترة التعايش السلمي بين القطبين فقد أشعلا الحرب الباردة بينهما "للمرة الثانية" مابين 1975م و1989م، جراء عودتهما لكسب مجالات جديدة للنفوذ، ثم بدءا في استعمال "حق النقض" (الفيتو) داخل مجلس الأمن الدولي لخدمة مصالحهما السياسية والاقتصادية، واستمر السباق بينهما نحو التسلح؛ فأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية برنامج الدرع الإستراتيجي المعروف "بحرب النجوم"، مما أوقف المفاوضات حول التخفيض من الأسلحة.... ولم يسلم حتى المجال الرياضة من مظاهر التوتر؛ إذ سعى كل طرف إلى تحقيق أكبر عدد من الميداليات خلال الملتقيات الرياضية الدولية، وأحيانا أخرى يقاطعان بعضهما في الألعاب الاولمبية (أولمبياد) موسكو 1980 والمبياد لوس أنجلوس 1984م. كما أن هذه المرحلة تميزت بالكثير من الأزمات التي ارتبطت بتدخل القطبين في كل من أفغانستان وباناما والتشاد و أنغولا والموزمبيق....


وخلال أواخر الثمانينيات من القرن 20م أخذ نجم الشيوعية والفكر الإشتراكي في الأفول خصوصا بأوربا الشرقية، واستقلت عدة مناطق عن الإتحاد السوفياتي مثل جورجيا وأوكرانيا وليتوانيا والشيشان وبلدان أسيا الوسطى، مما أدى إلى انهيار المعسكر الإشتراكي ما بين 1989 و1991م. فدخل العالم في نظام دولي جديد يتميز بهيمنة القطب الواحد.


المصدر : الداعم في التاريخ والجغرافيا للأستاذ عبد الخالق الخلطي.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/