مقالة وملخص درس الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 م
مقدمة الحرب العالمية الثانية الثانية باك
مقدمة
تضرر العالم من حرب دامية اشتعلت نيرانها ما بين سنتي 1939 و1945م شاركت فيها أقوى دول المعمور، وخلفت خسائر مادية وبشرية ضخمة. فما هي أهم أطوار هذه الحرب؟ وما طبيعة العوامل المسؤولة عن اندلاعها؟ ثم أين تجسدت أبرز نتائجها؟
عرض
اندلعت الحرب العالمية الثانية خلال النصف الأول من القرن 20م وانقسمت أطوارها إلى مرحلتين؛ حيث تميزت المرحلة الأولى (1939- 1942م) بانتصارات حلف "المحور" الذي كان يضم كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان، ففي الجبهة الأوربية تمكن هتلر من غزو ثلاث أرباع من التراب الفرنسي سنة 1940م وقصف السواحل الإنجليزية بالطائرات، كما اجتاح التراب السوفياتي من الجهة الغربية حتى أصبح على مشارف موسكو سنة 1941م، أما إيطاليا فقد حركت جيوشها المتواجدة بليبيا لمواجهة القوات البريطانية بمصر والاستيلاء على قناة السويس، غير أن هذه العملية بآت بالفشل رغم الدعم الذي قدمته ألمانيا للقوات الإيطالية. وفي الجبهة الأسيوية استمرت اليابان في توسعاتها العسكرية بجنوب شرق آسيا، ففرضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية عدة عقوبات، مما دفعها إلى مهاجمة القاعدة الأمريكية "بيرل هاربر" في دجنبر من سنة 1941م.
فشكل هذا الحدث الأخير نهاية أمجاد حلف "المحور "وبداية المرحلة الثانية (1942-1945م) التي شهدت انقلاب الكفة لصالح حلف " الحلفاء" المكون من فرنسا وبريطانيا والإتحاد السوفياتي، على إثر دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانبهم، وقد بدأت أطوار هذه المرحلة بالجبهة الإفريقية من خلال إنزال القوات الأمريكية بشمال إفريقيا (المغرب والتونس والجزائر) لمحاصرة الجيش الإيطالية - الألماني بليبيا ودعم القوات الإنجليزية بمصر(معركة العلمين)، وبعد ذلك عبر الجنود الأمريكيون والبريطانيون البحر الأبيض المتوسط مدعومين بجلود المستعمرات الفرنسية من التراب الليبي نحو الأراضي الإيطالية قصد اجتياحها، فتمت محاصرتها سنة 1943م حتى أعلنت استسلامها، وبعدها بدأت عملية تحرير فرنسا من يد الألمان على إثر نجاح الإنزال الذي قام به الحلفاء في سواحل نورماندي" سنة 1944م، وعقب ذلك اكتسحت الجيوش "الأمريكية الفرنسية - البريطانية" الحدود الجنوبية لألمانيا تزامنا مع اختراق قوات الإتحاد السوفياتي لحدودها الشرقية بعد انتصارهم في معركة "ستالينغراد" (1942-1943م) وتحرير أراضيهم الغربية، مما أرغم الألمان على الاستسلام في ماي من سنة 1945م عقب انتحار "أدولف هتلر" بحوالي أسبوع. لكن الحرب لم تنتهي بعد فاليابان كانت لتزال مستمرة في قتالها للحلفاء بالجبهة الأسيوية، إلى حين إلقاء القبيلتين النوويتين على هيروشيما ونكازاكي من طرف الطائرات الأمريكية، وتهديدها بإلقاء قنبلة ثالثة، فأرغمت على الاستسلام في شهر غشت من نفس السنة (1945م).
وقد ارتبطت هذه الحرب بأسباب غير مباشرة تجسدت في انشغال الألمان بالانتقام من الدول التي أرغمتهم على توقيع "معاهدة فيرساي" ، ونهج هتلر لسياسة "المجال الحيوي " التوسعية في أوربا الغربية بعد وصوله إلى السلطة سنة 1933، كما أقدمت اليابان على اجتياح بلدان جنوب شرق آسيا والصين سنة 1937م، ثم انسحبت من عصبة الأمم رفقة ألمانيا وإيطاليا وكونوا حلف المحور الثلاثي سنة 1936م. فبدأ التسابق نحو التسلح... أما السبب المباشر للحرب العالمية الثانية فقد تعلق بغزو هتلر" لبولونيا" في شتنبر عام 1939م؛ إذ يحكم "معاهدة الدفاع المشترك" التي جمعت بولونيا مع فرنسا وبريطانيا، أعلنت هذه الأخيرة الحرب على ألمانيا، ثم صارت الحرب عالمية بعد أن تبعت كل دولة خليفتها.
وخلفت الحرب خسائر كبيرة ومتنوعة؛ حيث دمرت مدن بكاملها وقتل ما يفوق 50 مليون نسمة، كما خربت البنيات الإقتصادية، فتراجع إنتاج المواد الفلاحية والصناعية، وتعرقلت المبادلات التجارية خصوصا بالدول الأوربية والأسبوية التي شكلت أراضيها المسارح الرئيسية لأكبر وأخطر المعارك، وتم تغيير الحدود السياسية على الصعيد العالمي بموجب مقررات "مؤتمر بالطا" الذي انعقد في فبراير 1945م، وقسمت ألمانيا بما فيها عاصمتها برلين إلى جزئين؛ جزء شرقي تابع للإتحاد السوفياتي وجزء غربي خاضع لسلطة كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وخضعت اليابان بدورها للاحتلال الأمريكي، كما تمخضت الحرب عن تأسيس "هيئة الأمم المتحدة" أثناء انعقاد "مؤتمر سان فرانسيسكو " في 26 يونيو 1945م من أجل الحفاظ على السلم العالمي. ووضعت لها مجموعة من الأجهزة على رأسها الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي والأمانة العامة والمحكمة الدولية.
خاتمة
انتهت الحرب العالمية الثانية بالقضاء على الأنظمة الديكتاتورية، غير أن تضارب أوجه النظر بين الدول المنتصرة حول طريقة تدبير الوضع الدولي لما بعد الحرب خصوصا بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية قد أدى إلى انقسام دول العالم إلى معسكر رأسمالي غربي ومعسكر اشتراكي شرقي، مما أشعل فتيل أزمات الحرب الباردة.
المصدر: الداعم في التاريخ والجغرافيا للاستاذ عبد الخالق الخلطي.
إرسال تعليق