موضوع مقالي عن القضية الفلسطينية الثانية باك

ProfSalmi مارس 25, 2024 مارس 25, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: عانت فلسطين من سياسة سلطات الإنتداب البريطاني ومخططات الحركة الصهيونية، مما ساهم في بروز أنواع عدة من المقاومة استهدفت انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني
-A A +A



https://www.tbsnews.net/sites/default/files/styles/very_big_3/public/images/2023/11/07/map.jpg


الدرس : القضية الفلسطينية جذور القضية وأشكال التمركز الصهيوني

ملخص ومقالة الثانية باكالوريا

عانت فلسطين من سياسة سلطات الإنتداب البريطاني ومخططات الحركة الصهيونية، مما ساهم في بروز أنواع عدة من المقاومة استهدفت انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة التمركز اليهودي بالمنطقة، فما هي الجذور التاريخية لهذه القضية؟ وما مظاهر وآليات التمركز الصهيوني بفلسطين ؟ ثم كيف قاوم الفلسطينيون الوجود الصهيوني ببلادهم؟


ترتبط جذور القضية الفلسطينية بمسلسل من الأحداث التاريخية بدأت منذ اختيار فلسطين من طرف الحركة الصهيونية لإقامة دولة تحتضن جميع يهود العالم، وذلك أثناء انعقاد أول مؤتمر لها بمدينة "بال" بسويسرا سنة 1896م الذي تميز بهيمنة توجهات "ثيودور هرتزل" صاحب كتاب "الدولة اليهودية" .... وساهمت أحداث الحرب العالمية الأولى في حصول الصهاينة على فرصة من ذهب لتحقيق حلمهم بحيث قدمت لهم بريطانيا وعدا من أجل دعمهم للحصول على الأراضي الفلسطينية وإنجاح مخططاتهم، وقد صرحت به على لسان وزير خارجيتها "أرثر بيلفور" سنة 1917م، خصوصا وأنها (أي بريطانيا) قد سبق وطالبت بفلسطين خلال اللقاءات السرية التي جمعتها مع فرنسا وروسيا القيصرية لتقسيم المشرق العربي واستعماره، وتم توثيق اتفاقاتهم في ما سمي بمعاهدة " ساكس بيكو" (1916م). وكان هذا الوعد مقابل تدخل اليهود الأوربيين ذوي النفوذ لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بدخول الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوفاق ومساندتهم في مواجهة ألمانيا وحلفائها. وبعد نهاية الحرب وانهزام حلف "المركز" أجبرت معاهدة "سيفر(1920م)" الإمبراطورية العثمانية على التخلي عن ممتلكاتها بالمشرق العربي بما فيها فلسطين.


ثم جاءت عصبة الأمم بفكرة الإنتداب تمهيدا للحسم في تقسيم المشرق العربي بين فرنسا وبريطانيا في "مؤتمر سان ريمو" سنة 1920م، وتضمن صك الانتداب على فلسطين بنودا عدة لتسهيل التمركز الصهيوني، فوجدت سلطات الإنتداب البريطاني الظروف مناسبة للوفاء بوعدها. وهكذا بدأت القضية الفلسطينية ومحنة الشعب الفلسطيني.

   وعقب هذه الأحداث تنوعت مظاهر التمركز الصهيوني بفلسطين وشملت المستويات الاقتصادية والبشرية والعسكرية؛ فقد ارتفعت نسبة اليهود بالمنطقة خصوصا مابين 1922 و 1940م حيث انتقلت من 11% إلى ما يفوق 30%. وأقاموا مشاريع اقتصادية متنوعة. كما حصلوا على مساحات مهمة من الأراضي والعقارات، وأسسوا جماعات مسلحة سرية مثل "الهكانا" و"شتيرن" و"الأراكون" لحماية مستوطناتهم ولتنفيذ أعمال إرهابية ضد العرب الفلسطينيين. واستعانت الحركة الصهيونية لتحقيق هذه الإنجازات بمجموعة من الآليات؛ كان على رأسها تشجيع اليهود عبر العالم للهجرة نحو فلسطين، وتسخير سلطات الإنتداب البريطاني لإصدار قوانين تخدم مصالح الصهاينة، كالحصول على الجنسية الفلسطينية وحق امتلاك العقارات، بالإضافة إلى استقطاب رؤوس الأموال من الدول الرأسمالية للاستثمار والتحكم في اقتصاد المنطقة.


وأمام سوء مخططات الحركة الصهيونية أشعل الشعب الفلسطيني ثورات ساخنة ضد اليهود خلال فترة ما بين الحربين العالميتين كثورة البراق لسنة 1929م، وانتفاضات 1930 و 1936 و 1939 و 1947م، فضلا عن ثورة "عز الدين القسام" التي بدأت منذ سنة 1935م ... . كما اعتمد الفلسطينيون على خيار المقاومة السلمية؛ عبر تكوين العديد من الجمعيات واللجان من قبيل جمعية مقاومة الصهيونية والجمعية الخيرية الإسلامية واللجنة العربية العليا، من أجل التوعية بمخاطر الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتقديم العرائض لممثلي الدول بعصبة الأمم، إضافة إلى تمثيل المقاومة الفلسطينية على مستوى لقاءات الدول العربية. ولتحقيق أهدافها استعملت مجموعة من الوسائل والطرق مثل إلقاء الخطب في المساجد والكنائس، وتقديم الفتاوى الدينية، وإصدار الجرائد، وتنظيم المظاهرات والإضرابات.


 استمرت أحداث القضية الفلسطينية في التراكم، غير أن إعلان اليهود عن إقامة دولتهم المسماة بإسرائيل على أرض فلسطين سنة 1948م قد غير من مسار الأمور وأشعل فتيل حروب تكبد فيها العرب خسائر كبيرة.


مصدر المقالة : الداعم في التاريخ والجغرافيا للأستاذ عبد الخالق الخلطي.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/