موضوع مقالي حول المغرب تحت نظام الحماية الثانية باك

ProfSalmi مارس 16, 2024 مارس 16, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: تعرض المغرب خلال أواخر القرن 19م ومطلع القرن 20م لضغوطات خارجية وأخرى داخلية دفعت به إلى التوقيع على عقد الحماية مع فرنسا. المغرب تحت نظام الحماية
-A A +A

 




نص مقالي حول المغرب تحت نظام الحماية

ملخص ومقالة درس المغرب تحت نظام الحماية ثانية باك


تعرض المغرب خلال أواخر القرن 19م ومطلع القرن 20م لضغوطات خارجية وأخرى داخلية دفعت به إلى التوقيع على عقد الحماية مع فرنسا فما هو مضمون هذا العقد ؟ وما هي ظروف توقيعه؟ وما طبيعة النظام السياسي والإداري الذي فرضته الحماية على المغرب ؟ ثم كيف عبر المغاربة عن رفضهم للحماية الفرنسية ؟.


وقع المغرب في شخص السلطان "المولى عبد الحفيظ "على عقد الحماية مع فرنسا في 30 مارس سنة 1912م بالعاصمة فاس، وتضمن هذا العقد عدة بنود تمحورت حول احترام سلطات الحماية الفرنسية لسيادة السلطان ووحدة أراضيه، والتزام فرنسا بإنجاز الإصلاحات التي تراها مناسبة في المغرب مقابل تعهد السلطان بدعمها لإتمام احتلال جميع تراب المملكة ومنحها الحق في التفاوض مع إسبانيا لتحديد نفوذ هذه الأخيرة بالمغرب، فضلا عن تعين مقيم عام لها ..


وقد ارتبط حدث توقيع المغرب على عقد الحماية بعوامل داخلية وخارجية تجسدت في ضعف سلطة المخزن بعد وفاة السلطان الحسن الأول وحاجبه أحمد بن موسى (با حماد)، حيث قام علماء فاس بعزل المولى عبد العزيز الذي عجز عن تدبير شؤون البلاد وبايعوا مكانه أخاه المولى عبد الحفيظ بيعة مشروطة، كما ارتفعت المديونية الخارجية للمغرب، وتضرر نظام جبي الضرائب خصوصا بعد فشل تعميم ضريبة "الترتيب" وتزايد أعداد المحميين (الحماية الأجنبية للأفراد المغاربة) من التجار ورجال الطبقات الميسورة، مما أفقد المخزن موارد مالية مهمة، بالإضافة إلى اندلاع ثورات داخلية من قبيل ثورة "الجيلالي الزرهوني" المعروف "ببوحمارة" في الشمال الشرقي ما بين 1902 و1909م ... أما على المستوى الخارجي فقد أقدمت الدول الأوربية على احتلال مجموعة من المدن المغربية مثل القصر الكبير ووجدة وفكيك ثم الدار البيضاء.... ، وعملت فرنسا على توقيع معاهدات سرية مع كل من إيطاليا (1902) وإسبانيا وبريطانيا (1904م) وألمانيا (1911م) من أجل الانفراد بالمغرب مستغلة النصر الديبلوماسي الذي حققته خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906) الذي انعقد بخصوص الإصلاحات و النفوذ الدولي في المغرب...


وخلال عهد الحماية قسم تراب المملكة إلى ثلاث مناطق للنفوذ السياسي، وتميزت كل منطقة بطبيعة تدبيرها الإداري؛ حيث بسطت فرنسا نفوذها بالنصف الشمالي للبلاد (المنطقة السلطانية) وصنفت مدنه إلى مدن عسكرية وأخرى مدنية، كما منحت "مقيمها العام" أغلب السلط وكلفت السلطان بالشؤون الدينية والتوقيع على الظهائر، وقد اعتمدت سلطات الحماية الفرنسية في تسيير المغرب على سياسة الأهالي مابين 1912 و 1925م خلال عهد المقيم العام "بيير لبوطي" وبعدها مباشرة انتقلت لأسلوب الحكم المباشر إلى حدود سنة 1956م، أما جنوب المملكة وسيدي إفني والريف فكانت خاضعة للاحتلال الإسباني وسميت "بالمنطقة الخليفية" نسبة إلى الخليفة الذي كان يمثل السلطان فيها ويقتصر دوره على الوساطة بين سلطات الاحتلال والمغاربة هناك، في حين وضعت جميع السلط الحقيقة في يد "المندوب السامي" باعتباره ممثلا لإسبانيا ومسؤولا عن خمس نيابات لها بالمغرب وأسس بمنطقة طنجة نظام دولي بموجب مؤتمر باريس لسنة 1923م، فأقيمت بها لهذا الغرض مجموعة من الأجهزة والمؤسسات مثل لجنة المراقبة واللجنة التنفيذية والهيئة القضائية... سيرت بشكل مباشر من طرف شخصيات أجنبية وعين فيها "مندوب سلطاني" تمحورت مهامه الفعلية في ضبط الأهالي وإرغامهم على احترام النظام الدولي.


وفي خضم هذه الأوضاع عبر الشعب المغربي عن رفضه للحماية الفرنسية والاحتلال الإسباني من خلال نهجه لخيار المقاوم المسلحة؛ فمباشرة بعد توقيع عقد الحماية ثار الجنود المغاربة بالعاصمة فاس، ثم حاصرتها القبائل المجاورة بقيادة "محمد الحجامي" ، غير أن هذه المقاومة بآت بالفشل بسبب تدخل الجيش الفرنسي وتعيين المقيم العام "ليوطي" الذي وظف سياسة التهدئة مع القبائل، وبعد ذلك توالت المقاومات في باقي المناطق الأخرى ؛ حيث قاوم "أحمد الهيبة بن ماء العينين" في الجنوب وانهزم أمام القوات الفرنسية في معركة سيدي بوعثمان سنة 1912م، ثم تابع أخوه "مربيه ربه" المقاومة في الصحراء ضد الإسبان، كما حارب "موحى أوحمو الزياني" بمناطق الأطلس المتوسط واستطاع دحر الجنود الفرنسيين خلال معركة الهري سنة 1914م واستمر في قتاله رفقة قبائل زيان إلى أن أستشهد سنة 1921م، واشتعلت نار المقاومة كذلك بالريف بقيادة "محمد بن عبد الكريم الخطابي " الذي استنزف الجيش الإسباني خصوصا في معركة أنوال سنة 1921م عبر اعتماده على أسلوب حرب العصابات، ثم أصبح يهدد السلطات الفرنسية ، مما دفع بهذه الأخيرة إلى التعاون مع سلطات الإحتلال الإسباني فحاصروا مناطق الريف وأسقطوا معاقل المقاومة فيها . فاستسلم المقاومون ونفي محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى جزيرة لاريتيون سنة 1926م، أما الأطلس الكبير والصغير فقد برزت بهما مقاومة قبائل أيت عطا تحت زعامة "عسو أوبسلام " وتمكنت من هزيمة القوات الفرنسية في معركة بوكافر سنة 1933م، غير أن الفرنسيين زادوا من عتادهم العسكري ووظفوا غازات سامة مثل غاز "اللوست"، فاضطر عسو أوبسلام إلى الاستسلام في نفس السنة.


قاوم المغاربة الوجود الأجنبي بكل قوتهم، غير أن غياب التنسيق بين قادة المقاومة أضعفهم ومنح الأولوية للعدو، ولكن خلال عقد الثلاثينيات غير الشعب المغربي من أسلوبه فنهج خيار المقاومة السلمية عبر تأسيسه للأحزاب السياسية، فبدأ بالمطالبة بالإصلاحات ثم طالب بعد ذلك بالاستقلال.


المصدر: الداعم في التاريخ والجغرافيا للأستاذ عبد الخالق الخلطي.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/