iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

مقالة المجال العالمي والتحديات الكبرى (التحدي السكاني والتحدي البيئي)

الكاتب: ProfSalmiتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: تتعمق مظاهر عدم التكافؤ بين دول الشمال الغنية وبلدان الجنوب النامية بسبب ما يواجهه المجال العالمي من تحديات سكانية وبيئية، فأين تتجلى هذه التحديات

 



ملخص المجال العالمي والتحديات الكبرى التحدي السكاني والتحدي البيئي

مقدمة

تتعمق مظاهر عدم التكافؤ بين دول الشمال الغنية وبلدان الجنوب النامية بسبب ما يواجهه المجال العالمي من تحديات سكانية وبيئية، فأين تتجلى هذه التحديات وما هي العوامل المفسرة لها ؟ ثم ما طبيعة الجهود المبذولة للحد من خطورتها؟


شهد العالم بروز ظاهرة الانفجار الديمغرافي منذ أواخر القرن 20م؛ حيث انتقل مجموع سكانه من 2.5 مليار نسمة إلى 7 ملايير نسمة مابين 1950م و2010م، وتزداد أهمية هذه الظاهرة بفعل التوزيع غير المتوازن لساكنة المعمور؛ إذ يتمركز أغلبهم بكل من أوربا الغربية والهند وجنوب شرق آسيا المعروفة بمدنها المليونية الضخمة ( مثل نييورك، وطوكيو، وبومياي)، في حين تقل الكثافة السكانية بباقي المناطق. ويرتبط الانفجار الديمغرافي بعوامل عدة؛ يأتي في مقدمتها تطور الطب وأساليب الوقاية الصحية، وتحسن مستوى التغذية، وتراجع معدلات الوفيات مقابل استمرار الولادات في التزايد يوتيرة سريعة.

وموازاة مع هذه الظاهرة بدأت بعض بلدان الشمال المتقدمة تدخل مرحلة النظام الديمغرافي العصري: المتميز بانخفاض الولادات والوفيات على حد سواء، مما يعرضها لمشكل الشيخوخة وتقلص نسبة الفئات العمرية الشابة، ويرجع هذا الأمر إلى تغير أساليب العيش واعتماد وسائل منع الحمل، وتبني نمط الأسرة العصرية، بالإضافة إلى ارتفاع سن الزواج .

وأمام ما ذكر من التحولات الديمغرافية؛ فإن دول المجال العالمي أصبحت في مواجهة تحديات عديدة من أهمها تضاعف أعداد الشباب وطالبي العمل، وعدم كفاية البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، وتزايد الطلب على المواد الغذائية... كما تجدر الاشارة إلى أن هذه التحديات تشكل عائقا اقتصاديا بالنسبة لدول الجنوب النامية والفقيرة، على عكس دول الشمال التي غالبا ما تكون قادرة على رفع تحديات من هذا النوع.


ولمواجهة التحديات الناجمة عن التحولات السكانية؛ عقد المجتمع الدولي "المؤتمر العالمي للسكان والتنمية" من أجل وضع سياسة مشتركة للتحكم في النمو الديمغرافي وتوزيع السكان، كما تقوم "منظمة الصحة العالمية" بتقديم خدمات صحية لفائدة الأطفال والأمهات، للتخفيف من انعكاسات تدني مستوى الرعاية الطبية التي قد يعانون منها في بلدانهم الأصلية.

هذا ويتجسد "التحدي البيئي" الذي يواجهه المجال العالمي في ظاهرة الاحتباس الحراري ومشاكل التلوث؛ بحيث لوحظ بأن درجة حرارة الأرض بدأت في التزايد بسبب ارتفاع نسبة الغازات الدفينة في الجو؛ مثل ثنائي أوكسيد الكربون وغاز الميثان الصادران عن الأنشطة الصناعية، وتؤدي هذه الحرارة الزائدة عن المعتاد إلى تغير مناخ العالم، وتقلص سمك الجليد بالقطبين المتحمدين، وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات. كما أن الكوارث الصناعية كانفجار المفاعلات النووية ( من قبيل كارثة "تشرنوبيل" في سنة 1986م)، وحوادث الناقلات الضخمة للنفط عبر القارات (مثل حادثة غرق ناقلة البترول "جسيكا" في المحيط الهادي سنة 2000م)؛ تخلف أضرارا وخيمة على الجنس البشري والحيواني وعلى الغطاء النباتي، بالإضافة إلى تلوث المياه البحرية والسواحل.


ومن أجل مواجهة هذا الوضع البيئي تكتلت الجهود الدولية من خلال عقد العديد من المؤتمرات العالمية حول البيئة والتنمية؛ من أبرزها "مؤتمر ستوكهولم" بالسويد سنة 1972م الذي شكل أول قمة عالمية لمناقشة مشاكل البيئة، وترتب عنه إنشاء "برنامج الأمم المتحدة للبيئة"، و "مؤتمر ريو دي جانيرو" بالبرازيل سنة 1992م الذي اصطلح عليه "بقمة الأرض" بسبب حضور ممثلين عن أغلب دول العالم، وقد وضع الخطوط العريضة لتحقيق التنمية المستدامة باحترام خصوصيات الأوساط الطبيعية. ثم توالت المؤتمرات وأبرمت عدة اتفاقيات تلزم الدول المصنعة بتقليل انبعاث الغازات الدفيئة والملوثة من قبيل "برتوكول كيوتو". كما أسست "منظمة السلام الأخضر" كمنظمة غير حكومية تطوعية تهتم بقضايا البيئة، وأنشأت لها عدة فروع بمختلف أرجاء العالم لإنجاح أهدافها المتمحورة حول حماية الغابات والمحيطات، والحد من انتشار المواد الكيماوية والنووية والمعدلة جينيا ... . وتعتمد في نشاطاتها على دعم المنخرطين فيها البالغ عددهم 3 ملايين شخص، وترفض الدعم المادي من الدول والحكومات لكي تحافظ على استقلاليتها، وتماشيا مع الجهود الدولية برزت اهتمامات محلية وإقليمية بمشاكل البيئة داخل الدول النامية مثل "المغرب", الذي احتضن مؤخرا "القمة الأفريقية 22" بخصوص المناخ.


تتزايد خطورة التحديات التي تواجه المجال العالمي يوما بعد يوم، خصوصا تلك المتعلقة بالبيئة والمناخ؛ مما يستوجب ضرورة تفعيل الاتفاقيات الدولية والالتزام بها من قبل جميع الدول. إلا أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس للمناح سنة 2017م سيعرقل مسار تكتل المجتمع الدولي حول قضايا التلوث والاحتباس الحراري.


موضوع مقالي حول المجال العالمي والتحديات الكبرى .

المصدر: الداعم في التاريخ والجغرافيا الثانية باك للاستاذ عبد الخالق الخلطي.

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

3332087102290997945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث