مقالة في مجموعة امريكا الشمالية الينا التبادل الحر والاندماج الجهوي

ProfSalmi فبراير 24, 2024 فبراير 24, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: تكتلت بلدان أمريكا الشمالية في مجموعة "ألينا" سنة 1994م بهدف تحقيق التبادل الحر والاندماج الجهوي، فما هي مراحل تشكل هذه المجموعة؟ وأين تنجلي حصيلة
-A A +A

 ملخص درس مجموعة أمريكا الشمالية (ألينا): التبادل الحر والاندماج الجهوي



تكتلت بلدان أمريكا الشمالية في مجموعة "ألينا" سنة 1994م بهدف تحقيق التبادل الحر والاندماج الجهوي، فما هي مراحل تشكل هذه المجموعة؟ وأين تنجلي حصيلة اندماجها؟ ثم ما طبيعة التحديات التي تواجهها؟


تتكون مجموعة "ألينا" من ثلاث دول (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك) تتموقع بين خطي طول °55 و °167 غربا، وبين دائرتي عرض °16 و°84 شمالا، ويحدها المحيط الهادي من جهة الغرب والمحيط الأطلنتي من ناحية الشرق.

ومر مسار تشكل هذه المجموعة عبر العديد من المراحل التاريخية؛ بحيث كانت البداية مع المفاوضات التي جمعت بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا سنة 1988م حول اتفاق التبادل الحر "ALEA"، والذي دخل حيز التنفيذ خلال السنة الموالية، ثم في سنة 1992م انضمت المكسيك إلى اتفاق التبادل الحر الأمريكي الشمالي "ALENA"، وتم تفعيله سنة 1994م بعد أن صادق عليه الكونغريس الأمريكي، ويهدف هذا الاتفاق إلى إلغاء الحقوق الجمركية بين الدول الثلاث، وتوحيد المعاملة الوطنية للبضائع والسكان، وفتح الأسواق المحلية، بالإضافة إلى حل النزاعات في جميع الميادين وضمان تنقلات الأفراد من أجل العمل، وتوقيع الصفقات العمومية، وتوحيد قواعد حماية الملكية الفكرية.

ولضمان استمرارية التكتل أسست له مجموعة من المؤسسات والأجهزة التسييرية، من قبيل "لجنة التبادل الحر" التي تهتم بمراقبة تطبيق اتفاقية التبادل التجاري، و"المنسقون" المعنيون بتدبير وتفعيل برنامج عمل المجموعة، ثم "اللجان ومجموعات العمل" المسؤولة عن تسهيل التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء، إضافة إلى "السكرتارية" المكلفة بإصدار المقتضيات المتعلقة بقواعد حل الخلافات والإشراف على الموقع الإلكتروني لألينا.


وتتجلى مظاهر التبادل الحر والاندماج الجهوي داخل "ألينا" في تحسن الرواج التجاري بين الدول الأعضاء؛ فقد انتقلت قيمة المبادلات البينية من 306 مليار دولار إلى 621 مليار دولار مابين 1993 و2002م، و سجلت الاستثمارات البينية نموا ملحوظا على الرغم من كون الولايات المتحدة الأمريكية هي المحرك الأساسي داخل المجموعة بهذا الخصوص، حيث تساهم لوحدها ب 70% من مجموع الاستثمارات الخارجية المباشرة داخل المكسيك، وتستقيل 32% من الاستثمارات الواردة على دول المجموعة. بالإضافة إلى أن بلدان "ألينا" قد حققت إنجازات مهمة في المستويات السوسيواقتصادية والثقافية؛ كالرفع من مناصب الشغل، وحماية حقوق الملكية الفكرية، والاندماج الثقافي.


ويرتكز التبادل الحر والاندماج الجهوي "بألينا" على تسخير المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية التي تتوفر عليها البلدان الأعضاء؛ بحيث تستفيد هذه المجموعة من شساعة موقعها الجغرافي البالغ 21.5 مليون كيلومتر مربع، والمتميز بأراضيه المنبسطة ومناخاته المتنوعة، و من تعدد أنواع ثرواتها الباطنية المعدنية والطاقية (الفوسفاط - البترول ... )، زيادة على فعالية البنيات التحتية والتجهيزية (الطرق - المطارات - السكك الحديدة - الموانئ – وسائل النقل اللوجستيكي ... )، وتنوع أنشطة الشركات العملاقة التي تشتغل وفق النظام الاقتصادي الرأسمالي، كما يوفر مجموع سكانها البالغ 440 مليون نسمة أعدادا كبيرة من اليد العاملة وسوقا استهلاكية محلية واسعة.


وبحضور كل هذه المؤهلات تمكنت مجموعة "ألينا" من تسجيل حصيلة جيدة على مستويات عدة؛ وتجسد ذلك في توسيع المبادلات بين البلدان الأعضاء جراء تقليص الحواجز الجمركية أمام التجارة، وفي تراجع معدلات البطالة وانخفاض الأسعار أمام المستهلكين بفعل المنافسة بين الشركات وتوسيع مجال الاختيار، كما أصبحت المبادلات اليومية بين الدول الثلاث تحقق 1.7 مليار دولار أمريكي؛ مما خلق أوسع منطقة للتبادل الحر في العالم وأحدث نموا اقتصاديا واسعا وسمح برفع مستوى عيش السكان، بالإضافة إلى أن المجموعة قد نجحت في تقديم أفضل مثال لفوائد ومنافع التبادل الحر والتكتل الجهوي عبر إرسائها لقواعد النمو.

وتزامنا مع هذه الانجازات تشهد المجموعة تحديات متنوعة ترتبط بتباين مؤشرات التنمية البشرية بين بلدانها الأعضاء؛ إذ تعاني المكسيك من مشاكل سوسيواقتصادية تدفع بشبابها إلى المخاطرة بأرواحهم من خلال تنظيم هجرات سرية نحو الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من كون هذه الأخيرة قد أنشأت مراكز صناعية على الحدود (الماكلدورس) لتشغيل المكسيكيين دون لجووهم إلى الهجرة.


 تمكنت دول أمريكا الشمالية من التكتل والاندماج، إلا أن عدم تكافؤ قدراتها الاقتصادية يجعلها أمام مشاكل كثيرة، وهذا ما يحرج الولايات المتحدة الأمريكية التي أرادت بهذه المجموعة أن تبرهن للعالم عن نجاعة أسلوبها الاقتصادي.

المصدر : الداعم في التاريخ والجغرافيا الثانية باك

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/