iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

المحور الأول: الرأي و الحقيقة مجزوءة المعرفة مفهوم الحقيقة

الكاتب: ProfSalmiتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: الرأي: هو تلك المعرفة العامية، فهو اعتقاد ذاتي مبني على قناعة شخصية ولا يخضع لأسس عقلية. الحقيقة: هي مطابقة الفكر لموضوعه، أي مطابقة الفكر لذاته...

المحور الأول الرأي و الحقيقة الثانية باك



مقدمة

يعتبر الرأي بمثابة انطباع شخصي يكونه الفرد بناءا على إدراكه الحسي المباشر، وعلى حد تعبير لالاند هو حالة ذهنية تتمثل في الاعتقاد بصحة قول معين مع القبول بإمكان الخطأ أثناء حكمنا هذا، ولعل هذا ما تقصده قولة الإمام « الشافعي » : « رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب »، ولكن الرأي تشوبه عدة شوائب فهو يعكس التجربة العامية المشتركة ولا يعتمد على التأمل العقلي، كما أنه نسبي ويأخذ عدة لوينات، وإذا اعتبرناه بمثابة حقيقة سيجعلنا هذا أمام تعددية للحقيقة وفق المقولة الصوفية : « إن الحقائق تتعدد بعدد أنفاس الخلائق ». وهذا كله يدفعنا إلى طرح التساؤلات التالية :

- إذا كان كل إنسان له رأيه الخاص المقتنع به، والمتشبث به بوصفه يمثل حقيقة يقينية، فهل الآراء صالحة لتكوين حقائق يقينية ؟ هل الحقيقة معطاة في آرائنا أم مبنية بناءا منهجيا صارما ضد المعرفة العامية والرأي والمعتقد والخطأ ؟ ثم كيف لنا أن نميز بين ما ينتمي إلى الحقيقة وما يدخل في إطار الرأي والكذب ؟

- ما طبيعة الحقيقة ؟ ما أساسها ؟ ما علاقتها بالفكر والواقع ؟ ما علاقتها بالرأي ؟ بمعنى هل الحقيقة معطى أم بناء ؟


مواقف الفلاسفة الرأي والحقيقة 

موقف ديكارت (1596 -  1650)

إن الحقيقة مع ديكارت تظل عقلية، وليست التجربة الحسية سوى وسيلة لبلوغها عن طريق التجريد والتعميم والحكم العقلي، لذلك تظل إمكانية حيلولة الحواس دون بلوغ الحقيقة المعقولة أمرا قائما، وتغدو ضرورة تجاوز التجربة الحسية مطلبا لبلوغ الحقيقة بالعقل وحده.

هذه الفكرة التي انطلق منها ديكارت فجعل الشك سبيلا إلى الحقيقة، الشك في المعرفة الحسية وفي كل معرفة موروثة لم ينشئها العقل بنفسه. فلما يكون الغرض هو بلوغ الحقيقة، فانه يلزمنا الشك في كل شيء واعتماد العقل كأداة لبلوغ الحقيقة.

و ما دام العقل قد يخطئ، فإنه لا بد من الإلتزام بمنهج يجنب العقل الوقوع في الخطأ ويقوده في طريق اليقين، وبناء عليه فان الحقيقة ليست معطى جاهز، بل هي بناء عقلي منهجي.


موقف غاستون باشلار (1884 - 1962)

تتأسس الحقيقة بتقويض الرأي وهدمه.

إن الابستمولوجيا المعاصرة تعتبر الحقيقة العلمية حقيقة مشروطة ونسبية، وهكذا تؤمن تلك الاتجاهات بوجود الحقيقة، ولكنها حقيقة متغيرة ومحدودة بحدود الزمن والمكان، ولا يمكن تعميمها وإطلاقها خارج الإطار الذي تنسب إليه. 

في الحقل العلمي من الصعوبة القول بحقيقة مطلقة، وما تاريخ العلم إلا دليل على نسبية الحقائق العلمية، وفي هذا الإطار يقول الابستمولوجي الفرنسي غاستون باشلار : « إن تاريخ العلم ما هو إلا تاريخ أخطاء العقل العلمي ».

إذا كانت المعرفة العلمية إذن لا تتقدم إلا بتصحيح أخطائها، فان العلاقة مع الرأي مختلفة تماما، إذ يبين باشلار أن هناك تناقضا جذريا بين الرأي والحقيقة العلمية، ولذلك لا يمكن أن نؤسس أي شيء على الرأي، بل يجب أن نقضي عليه لأنه عائق أمام تقدم المعرفة العلمية.


موقف باسكال (1623 - 1662)

القلب (الراي) دور في بلوغ الحقيقة.

يرى بليز باسكال أننا لا ندرك الحقيقة بواسطة العقل فقط بل بواسطة القلب أيضا، فهذا الأخير يدرك مجموعة من الحقائق التي يعجز العقل عن إدراكها، بل إن العقل يحتاج إلى حقائق القلب لينطلق منها بوصفها مبادئ أولية، فالقلب يشعر أن هناك مكان وزمان وحركة وأعداد وبعد ذلك يأتي العقل ليبرهن ويستدل عليها في شكل. قضايا علمية. فإدراك الأفكار والمعارف هو حصيلة عمل كل من القلب والعقل معا، يقول باسكال: "تعرف الحقيقة لا بواسطة العقل فقط وإنما بواسطة القلب أيضا".


موقف أفلاطون

الحقيقة بناء عقلي يتعالى عن الحس.

 يرى أفلاطون أن عالم المثل هو عالم المعقول والكمال والحقيقة المطلقة، أما عالم الحس فهو عالم الآراء والظلال وأشباه الحقائق فقط فالحقيقة حسب أفلاطون تتعالى عـن الواقع الحسي، ولا يتأتى إدراكها إلا بالتأمل العقلي والتخلي عن الآراء والمعتقدات الخاطئة التي تمدنا بها الحواس، فالحقائق المدركة عن طريق التأمل العقلي هي وحدها الحقائق اليقينية، أما الآراء والمعتقدات العامية فهي مصدر للأوهام والأخطاء التي تتنافى والمقولات العقلية التي تقتضي القطع مع كل معرفة حسية.


موقف ليبنز (1646 - 1716)

الرأي مصدر للمعرفة.

يرى ليبنز أن الرأي رغم كونه احتمالاً، فإنه يستحق أن نضفي عليه اسم المعرفة، ويركز على أهمية الاحتمال خاصة في القضايا التي لا يمكن الحسم فيها منطقيا، واستدل بالقضايا العلمية التي ظهرت أولا كرأي محتمل لا تدعمه الأدلة المنطقية أو التجريبية، لذلك يجب أن نعترف للرأي بدوره الأساسي في تطور الفكر البشري.


أمثلة من الواقع على الرأي والحقيقة

أمثلة لموقف ديكارت

عند النظر إلى عصا مغموسة في الماء، تبدو وكأنها مكسورة. يدل هذا على ضرورة الشك في المعرفة الحسية، لأن الحواس قد تخدعنا.

عند الشعور بالدوار، قد نعتقد أن الأرض تدور. يدل هذا على أهمية استخدام العقل بشكل نقدي، لأنه قد يفسر المعلومات الحسية بشكل خاطئ.


أمثلة لموقف غاستون باشلار

في العصور الوسطى، كان الاعتقاد السائد هو أن الأرض مسطحة. تم نقض هذا الرأي لاحقا من خلال الاكتشافات العلمية، مما يدل على أن الحقيقة العلمية تتغير وتتطور بمرور الوقت.

نظرية الجاذبية لأينشتاين هي مثال على نظرية علمية تم اختبارها وتحسينها بمرور الوقت. يدل هذا على أن الحقيقة العلمية قابلة للتعديل بناء على الأدلة الجديدة.


أمثلة لموقف باسكال

الشعور بالحب أو التعاطف هو معرفة يدركها القلب ولا يمكن للعقل تفسيرها بشكل كامل. يدل هذا على أن هناك أنواعا مختلفة من المعرفة، وأن العقل ليس الأداة الوحيدة لفهم العالم.

الإيمان الديني هو معرفة يدركها القلب ولا يمكن إثباتها أو دحضها من خلال الأدلة العلمية. يدل هذا على أن المعرفة لا تقتصر على الحقائق العلمية، وأن هناك أنواعا أخرى من المعرفة ذات قيمة.


أمثلة لموقف أفلاطون

الإيمان بوجود إله أو آلهة هو معرفة يدركها العقل ولا يمكن إثباتها أو دحضها من خلال الأدلة الحسية. يدل هذا على أن هناك حقائق تتجاوز العالم المادي.

فهمنا لمفاهيم مثل العدالة والجمال هو معرفة يدركها العقل ولا تعتمد على التجربة الحسية. يدل هذا على أن هناك حقائق عالمية يمكن للعقل الوصول إليها.


أمثلة لموقف ليبنز

نشأت نظرية داروين للتطور كرأي محتمل تم دعمه لاحقًا من خلال الأدلة العلمية. يدل هذا على أن الرأي يمكن أن يكون نقطة انطلاق للمعرفة العلمية.

اكتشاف أمريكا من قبل كولومبوس هو حدث تاريخي نشأ كرأي محتمل تم إثباته لاحقًا من خلال الاستكشاف. يدل هذا على أن الرأي يمكن أن يكون له دور في توسيع نطاق المعرفة البشرية.


مصطلحات وتعاريف المحور الاول الرأي والحقيقة

الحقيقة: هي مطابقة الفكر لموضوعه، أي مطابقة الفكر لذاته او للواقع.

رأي: هو تلك المعرفة العامية، فهو اعتقاد ذاتي مبني على قناعة شخصية ولا يخضع لأسس عقلية.

حقائق القلب: هي مجموع المعارف والحقائق التي نتوصل اليها عن طريق الايمان والاحساس كوجود الله، وخلود النفس...


نموذج تطبيقي : تحليل ومناقشة سؤال فلسفي حول الرأي والحقيقة مجزوءة المعرفة


خلاصة محور الرأي و الحقيقة

إذا كان الرأي يرجع أساسا إلى المعرفة العامية من حيث خصائصه، فهو يبقى فاقدا للحجج التي تدعمه، كما أنه مرتبط دائما بما هو نفعي عملي، في مقابل الحقيقة التي تبقى كونية شاملة، ذات طابع نظري، فرغم تنوعها بين ما هو حسي، حدسي، أو عقلي، نجد أن الحقيقة العلمية أساسا تستبعد الرأي وتنفيه، في حين أن الحقائق الاجتماعية والسياسية تجد أساسها في الرأي.


مقالات ذات صلة

المحور الثاني: معايير الحقيقة مجزوءة المعرفة مفهوم الحقيقة

المحور الثالث : الحقيقة بوصفها قيمة مجزوءة المعرفة مفهوم الحقيقة

المحور الأول : مشروعية الدولة و غاياتها مجزوءة السياسة مفهوم الدولة

منهجية تحليل ومناقشة سؤال فلسفي جاهزة وفقا للاطار المرجعي

منهجية جاهزة لتحليل القولة الفلسفية السنة الثانية بكالوريا

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

3332087102290997945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث