iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

المحور الثالث : الدولة بين الحق والعنف مجزوءة السياسة مفهوم الدولة

الكاتب: ProfSalmiتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: تعاني الدولة من مشكل مزدوج، فهي تحتاج إلى القوة لكن الإفراط في استعمالها يحولها إلى أداة وتسلط، وتحتاج إلى الليونة والمرونة لكن الاقتصار عليهما فقط يح

 


تلخيص محور الدولة بين الحق والعنف الثانية باك

مقدمة

تعاني الدولة من مشكل مزدوج، فهي تحتاج إلى القوة لكن الإفراط في استعمالها يحولها إلى أداة وتسلط، وتحتاج إلى الليونة والمرونة لكن الاقتصار عليهما فقط يحولها إلى سلطة من ورق، لهذا تلجأ الدولة إلى ممارسة تجمع بين الطرفين في إطار عنف مشروع يكتسب مشروعيته من طابعه الجزائي وحرصه على تطبيق القانون وترسيخ العدل والإنصاف.

لكن ما الذي يضمن أن تلتزم الدولة باستعمال الحد الأدنى من العنف المشروع ؟ ثم ألا يمكن أن يتحول عنف الدولة إلى عنف غير مشروع ؟وأخيرا ألن يولد عنف الدولة عنفا آخر من طرف المجتمع فتنتشر ثقافة الحقد والضغينة بين أفراده ؟


مواقف وتصورات الفلاسفة الدولة بين الحق والعنف

الاشكال : هل يمكن أن تجمع الدولة بين الحق والعنف؟ ما الأساس الذي تقوم عليه الدولة ؟ هل الدولة تقوم على العنف أم الحق والقانون؟ ام عليهما معا ؟


موقف فيبر (1864- 1920)

تقوم الدولة على العنف الفيزيائي.

يرى ماكس فيبر أن العنف المادي هو الخاصية المميزة للدولة وأساس قيامها، ولو وجدت تجمعات بشرية لا تمارس العنف لاختفى مفهوم الدولة وسادت حالة الفوضى واللانظام، إلا أن العنف الذي تمارسه الدولة هو عنف مشروع يسعى إلى إدارة التجمع السياسي والحفاظ على أمنه واستقراره، فعلاقة العنف بالدولة علاقة وثيقة وحميمية، بحيث إن استمرار الدولة ووجودها رهين بممارستها للعنف المشروع على كل من يهددون أمنها واستقرارها.


موقف غاندي (1869 - 1948)

تقوم الدولة على الحق واللاعنف.

يعتبر غاندي أن العنف شيء سلبي وهدام لا يصلح لبناء أي شيء، وهو رذيلة تعبر عن إرادة سيئة ونية مبيَتة لإلحاق الأذى والألم بالآخرين. أما اللاعنف الذي يشمل الروح لا الجسم فقط، هو إرادة طيبة وحب كامل يهدف إلى تعميم الصداقة والمحبة لتشمل العالم كله، لذلك فالعنف الممارس من طرف الدولة، لا يمكن أن يكون مشروعا، فالعنف دائما يبقى عنقا مهما كانت الدوافع والأسباب. يقول غاندي: "إن العنف هو دوما عنف، والعنف رذيلة، إن اللاعنف هو القانون الذي يحكم النوع الإنساني".


موقف جاكلين روس (1944 - )

تقوم على الحق والقانون وفصل السلط.

تؤكد جاكلين روس على أن دولة الحق لا تتمثل في تلك الصورة القانونية المجردة فحسب، بل تتجسد ككيان قائم بدوره في عقلنة ممارسة السلطة من داخل المجتمع، ويسعى لتوفير الحاجات الفردية وضمان الحريات العامة وحفظ الكرامة الإنسانية ضد كل أشكال العنف والقوة والتخويف. وسلطة دولة الحق تقوم على أسس ومرتكزات ثلاث هي: القانون والحق وفصل السلط. وهي مرتكزات تسعى جميعها لخدمة الأفراد بتوفير الأمن لهم وحماية ممتلكاتهم وضمان حريتهم واستقرارهم.


موقف نيكولا ميكيافيلي (1469 - 1527)

يتميز الأمير أو رجل السياسة حسب ميكيافيلي بالواقعية والبراغماتية ولذلك يجب عليه ان يستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، القانونية وغير القانونية، إذ عليه أن يكون أسدا وثعلبا في نفس الآن يقول ميكيافيلي : « على الأمير أن يعلم جيدا كيف يتصرف، عليه أن يقلد الثعلب والأسد في نفس الآن، فالأسد لا يستطيع حماية نفسه من شباك الفخاخ، والثعلب غير قادر على مواجهة الذئاب ». إن الأمير ملزم أن يجيد استعمال أسلوب الحيوان والإنسان معا، وبذلك يقدم ميكيافيل تصورا للكيفية التي على الدولة أن تمارس بها سلطتها على الأفراد، أن تحكمهم بالقانون إذا كان القانون يخدم مصلحتها، ويضمن لها فرض سيطرتها، ولكن أن تكون على استعداد لخرق القانون والحكم بالعنف والقوة.


موقف فريديك انجلز (1820 - 1895)

الدولة وسيلة تدبير الصراع ونتيجته.

يمثل تصور إنجلز الأطروحة المادية التاريخية ذلك أن إنجلز لم يبتعد كثيرا عن التصور الذي أسسه مع ماركس حول مفهوم الدولة، فالدولة ليست سلطة مفروضة علينا من الخارج، ولا هي تعبير وتجسيد للعقل، بل إن الدولة تعبر عن الصراعات الدائرة بين مختلف طبقات المجتمع، إن الدولة لا تنشأ إلا عن تناقض مصالح الطبقات الإجتماعية، وهو تناقض لا يمكن للمجتمع أن يعيش بدونه، بل إنه أساس وجود المجتمعات، لكن الدولة هنا لا تنشأ لكي تقضي على الصراع، وإنما لتضمن نوعا من التوازن بين الطبقات، فهي تقلل من حدة الصراع ولا تلغيه، لأنه هو الضامن لبقائها. وهكذا فالدولة مع إنجلز لم تكن منذ الأزل وليست أبدية، بل إنها نتيجة مرحلة من مراحل التطور الإقتصادي.



أمثلة من الواقع لمواقف الفلاسفة محور الدولة بين الحق والعنف

أمثلة لموقف فيبر

  1. قيام الدول بفرض قوانين وتشريعات مدعومة بالقوة لضمان النظام العام، مثل قوانين مكافحة الجريمة أو قوانين السير. يُعتبر هذا النهج من قبل فيبر ضروريًا لضمان استقرار المجتمع ونموه.
  2. تُعد حرب سوريا أحد أكثر الأمثلة وضوحا على العنف الذي تمارسه الدولة. حيث قام النظام السوري باستخدام العنف المفرط ضد شعبه، مما أدى إلى نزوح الملايين من الأشخاص. اعتبر البعض أن هذا العنف هو عنف غير مشروع، بينما اعتبر آخرون أن النظام السوري له الحق في استخدام العنف للحفاظ على استقراره.


أمثلة لموقف غاندي

  1. حركة المقاومة اللاعنفية التي قادها غاندي ضد الاستعمار البريطاني في الهند، والتي اعتمدت على الاحتجاجات السلمية والعصيان المدني. أثبتت هذه الحركة فعاليتها في تحقيق التغيير دون اللجوء إلى العنف، وألهمت حركات مماثلة في جميع أنحاء العالم.
  2. قاد نيلسون مانديلا حركة مقاومة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. رفض استخدام العنف، وركز على الاحتجاجات السلمية والضغط الدولي. نجحت هذه الحركة في النهاية في إسقاط نظام الفصل العنصري.


أمثلة لموقف جاكلين روس

  1. وجود دساتير وقوانين تضمن حقوق الأفراد وحرياتهم، مثل دستور الولايات المتحدة الأمريكية أو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. اعتبرت روس أن وجود قوانين ودساتير عادلة ضروري لضمان دولة الحق.
  2. بعد إسقاط نظام الفصل العنصري، عملت جنوب إفريقيا على بناء دولة قانون تحترم حقوق جميع مواطنيها. تم وضع دستور جديد يضمن المساواة للجميع، وتم إنشاء مؤسسات مستقلة لحماية حقوق الإنسان.


أمثلة لموقف نيكولا ميكيافيلي

  1. استخدم هتلر العنف والقوة في صعوده إلى السلطة في ألمانيا. حيث قام بتأسيس جيش قوي، وقام بقمع المعارضة، واستخدم الدعاية لتبرير أفعاله.
  2. شنّت الولايات المتحدة وحلفاؤها حربًا على العراق عام 2003. اعتبر البعض هذه الحرب غير شرعية، بينما اعتبر آخرون أنها ضرورية لضمان الأمن الدولي.


أمثلة لموقف فريديك انجلز

  1. الصراعات الطبقية التي نشأت في الدول الرأسمالية بين الطبقة العاملة والطبقة الرأسمالية، مثل احتجاجات العمال ضد ظروف العمل السيئة أو المطالبة بزيادة الأجور. يُنظر إلى هذه الصراعات من قبل انجلز على أنها نتيجة حتمية للتناقضات inherent في النظام الرأسمالي.
  2. قيام بعض الدول بتدخلات عسكرية في دول أخرى لخدمة مصالحها الاقتصادية أو السياسية، مثل تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في دول الشرق الأوسط. يُعتبر هذا النهج من قبل انجلز أداة تستخدمها الطبقات الحاكمة للحفاظ على سيطرتها على الثروة والسلطة.


مقالة ذات صلة : تحليل سؤال فلسفي حول الدولة بين الحق والعنف الثانية باك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

3332087102290997945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث