المحور الأول: وجود الغير مجزوءة الوضع البشري مفهوم الغير الثانية باك

ProfSalmi يناير 09, 2024 مارس 27, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: الغير هو الذات الاخرى المغايرة للذات والمختلفة عنها، وجود: هو حصول الشيئ وقيامه بالفعل، وهو مقابل للماهية وللوجود بالقوة..
-A A +A

 مجزوءة الوضع البشري المحور الأول: وجود الغير (ملخص) الثانية باكالوريا




مطلب الفهم (التأطير الاشكالي لمحور وجود الغير )

 إذا كانت الفلسفة اليونانية قد طرحت إشكالية الغير على المستوى الأنطلوجي من خلال مفهومي الهوية أو الذاتية أو المطابقة (العينية) من جهة والاختلاف أو المباينة أو التمايز (الغيرية) من جهة ثانية، فإن هذه الإشكالية لم تتبلور بشكل واضح وجلي مادام الفلاسفة اليونان لم ينظروا إلى الغير كأنا آخر بل « كنحن » آخر حيث كانوا يقيمون تقابلات بين الثقافة اليونانية والشعوب الأخرى البربرية والبدائية، ومن ثمة لم تطرح هذه الإشكالية إلا في الفلسفة الحديثة خصوصا مع فلسفة الذات أو الأنا عند ديكارت.

هكذا ستثير إشكالية الغير في مستواها الأنطلوجي العديد من التساؤلات من بينها :

-  هل وجود الغير ضروري أم انه مجرد وجود جائز ومحتمل ؟

- وهل وعي الأنا لذاته يمر عبر وساطة الغير أو بعبارة أخرى هل للغير دور في إثبات وجود الأنا ؟


التصورات ومواقف الفلاسفة في المحور الأول وجود الغير


موقف رونيه ديكارت (1596-1650م)

وجود الغير غير ضروري لوجود الانا.

تعتبر إشكالية الغير إشكالية فلسفية تقع بدايتها بالتحديد في فلسفة هيجل، ولكن جذورها الفلسفية تعود من حيث المفاهيم التي صيغت بها إلى الفلسفة اليونانية وتعود من حيث الموقف الفلسفي الذي نشأت ضده إلى فلسفة الذات أو الأنا عند ديكارت، وفي عملية البحث عن الذات لم يكن ديكارت في  حاجة إلى الغير، إن قولة ديكارت المشهورة "أنا أفكر إذن أنا موجود" تؤسس للوعي المستقل، فيكفي أن يعود الأنا إلى ذاته مفكرا لكي يحقق الوعي بذاته في نوع من الاكتفاء بالذات والاستقلال عن كل ما يوجد خارج الذات.

وهكذا يصبح وجود الغير مجرد وجود جائز محتمل وممكن، نستطيع الاستغناء عنه في عملية تحقيق الوعي بالذات.


موقف مارتن هايدغر (1889 - 1976)

الغير تهديد للأنا.

يعتبر هايدغر أن الوجود مع الغير يفقد الأنا تميزها وخصوصيتها، ذلك أن الحياة المشتركة تجعل الأنا خاضعة لسلطة قاهرة تذيب كل إمكانيات الذات للحفاظ على تميزها، بل إن الأنا بشكل أو بآخر يساهم في تقوية سلطة الغير. بهذا يشكل الغير تهديدا مستمرا للأنا، إذ أنه يعمل بشكل متواصل على جعل الأنا شبيها بالآخرين، وبذلك يفقد تميزه، ويصبح كأنه لا أحد.


موقف جان پول سارتر (1980-1905)

الغير ضروري لتحقق الأنا وعيها بذاتها.

يرى سارتر أن الغير ضروري لتحقق الذات وعيها بذاتها، إنه الوسيط الضروري لتعي الذات بذاتها، كحرية, فمن خلال تجربة الصراع الضروري الناتج عن نظرة الغير التشييئية تكتشف الذات خاصيتها المميزة، وهي أنها ذات حرة قادرة على التعالي.

يشكل الغير إذن تهديدا لكنه في نفس الوقت وسيلة الأنا الوحيدة لتكتشف جوهرها.


موقف موريس ميرلوبونتي (1908 - 1961)

الغير وجود لذاته.

وجود الغير حسب ميرلوبونتي، وجود متميز ومستقل، فهو وجود في ذاته ومن أجل ذاته، بمعنى أنه يوجد في عالم الأشياء، ولكنه وجود واع، والخاصية الأخيرة هي ما يميز الأنا، ولهذا يتحدد الغير باعتباره ذاتا وليس موضوعا.


موقف هيجل (1770 - 1831)

وجود الغير ضروري لتحقق الأنا الاعتراف بها.

يعتبر هيجل أن الغير وسيط أساسي لتحقق الأنا الاعتراف بها كذات واعية ومستقلة، فكل من الأنا والغير يسعى لنزع الاعتراف به كـذات حرة وواعية، إلا أن هذا الاعتراف لا يمـنح بشكل سلمي، وإنما ينتزع عبر صراع يخاطـر فيه الطرفان معا بحياتهما حتى الموت، ولكن الموت الفعلي لا يحقق هذا الاعتراف، بل يحققه استسلام أحد الطرفين بتفضيله حياة التبعية علـى الموت والفناء. وبالتالي فوجود الغير، حسـب هيجل، ضروري لوجود الأنا، ما دام أن السيد لن يكون سيدا إلا بوجود العبد الذي يعترف له بهذه السيادة.


امثلة من الواقع لمحور وجود الغير


مثال من الواقع لموقف ديكارت

مثال من الواقع: يمكن أن نجد مثالا على موقف ديكارت في حالة شخص يعيش في عزلة تامة عن الآخرين، مثل شخص يقضي حياته في كهف منعزل تماما عن العالم الخارجي. في هذه الحالة، سيظل هذا الشخص قادرا على الوعي بذاته، وذلك من خلال التفكير في ذاته والتأمل في أفكاره ومشاعره.


مثال آخر:

يمكن أن نجد مثالا آخر على موقف ديكارت في حالة شخص يعاني من مرض نفسي يجعله غير قادر على التواصل مع الآخرين، مثل مرض التوحد. في هذه الحالة، سيظل هذا الشخص قادرا على الوعي بذاته، وذلك من خلال التفكير في ذاته وتطوير أفكاره ومشاعره الخاصة.


مثال من الواقع لموقف هايدغر

مثال من الواقع: يمكن أن نجد مثالا على موقف هايدغر في حالة شخص يتعرض للتمييز أو التنمر من قبل الآخرين. في هذه الحالة، سيشعر هذا الشخص بأن الغير يشكل تهديدا له، وذلك لأنه يعمل على تذويب تميزه وخصوصيته.


مثال آخر:

يمكن أن نجد مثالا آخر على موقف هايدغر في حالة شخص يعيش في مجتمع ينتمي إليه، ولكنه لا يشعر أنه ينتمي إليه. في هذه الحالة، سيشعر هذا الشخص بأن الغير يشكل تهديدا له، وذلك لأنه يعمل على فرض قيم ومعايير لا يتفق معها.


مثال من الواقع لموقف سارتر

مثال من الواقع: يمكن أن نجد مثالا على موقف سارتر في حالة شخص يدخل في علاقة عاطفية مع شخص آخر. في هذه العلاقة، يتبادل الطرفان نظرات التقييم والحكم، مما يؤدي إلى وعي كل طرف بوجود الآخر ووعيه بذاته.


مثال آخر:

يمكن أن نجد مثالا آخر على موقف سارتر في حالة شخص يشارك في مناقشة أو مناظرة. في هذه المناقشة، يتعرض كل طرف لأفكار ووجهة نظر الآخر، مما يؤدي إلى وعي كل طرف بوجود الآخر ووعيه بذاته.


مثال من الواقع موقف ميرلوبونتي

مثال من الواقع: يمكن أن نجد مثالا على موقف ميرلوبونتي في حالة شخص يقابل شخصا آخر للمرة الأولى. في هذه الحالة، يدرك كل طرف وجود الآخر كذات واعية مستقلة.


مثال آخر:

يمكن أن نجد مثالا آخر على موقف ميرلوبونتي في حالة شخص يتفاعل مع شخص آخر، مثل مساعدة شخص مسن على العبور من الشارع. في هذه الحالة، يدرك كل طرف وجود الآخر كذات واعية مستقلة.


مثال من الواقع لموقف هيجل

مثال من الواقع: يمكن أن نجد مثالا على موقف هيجل في حالة حرب بين دولتين. في هذه الحرب، يسعى كل طرف لإثبات سيادته واستقلاله عن الآخر، مما يؤدي إلى صراع بين الطرفين.


مثال آخر:

يمكن أن نجد مثالا آخر على موقف هيجل في حالة منافسة بين شخصين على منصب ما. في هذه المنافسة، يسعى كل شخص لإثبات قيمته وقدراته أمام الآخر، مما يؤدي إلى صراع بين الطرفين.


يمكنك زيارة المقالة التاليةنموذج تحليل نص فلسفي حول مفهوم الغير : وجود الغير ومعرفته والعلاقة معه


التعاريف او المفاهيم المتعلقة بوجود الغير

الغير: هو الذات الاخرى المغايرة للذات والمختلفة عنها، انه الأنا الاخر منظورا اليه ليس بوصفه موضوعا، وانما بوصفه ذاتا بشرية تملك وعيا وارادة، انه بعبارة اخرى الانا الذي ليس أنا سواء كان قريبا اوبعيدا.

الوجود: هو حصول الشيئ وقيامه بالفعل، وهو مقابل للماهية وللوجود بالقوة، ويعتبر البعض ان الشيء يمكن ان يوجد بمجرد حصول صورته في الذهن، اي بدون ان يصبح محسوسا حقيقيا.

الوعي: هو مجموع العمليات الشعورية التي تمكن الذات من ادراك مباشر لذاتها ولما تقوم به ولما يحيط بها، ويرتبط الوعي بنشاط الفرد وبتطور اللغة لديه. ان الوعي يستوعب التاريخ والمعرفة والتجربة.

الصداقة: مشتقة من الصدق الذي يعني الحقيقة والقوة والكمال وعلاقة حب وود خالصين بعيدا عن كل نزوع نحو امتلاك المحبوب والاستحواذ عليه كملكية خاصة.

الغير ذاتيا: هو الغير باعتباره موجودا كذات واعية مستقلة.

الأنا: الذات الإنسانية الواعية بذاتها، وهي التي يتحقق وجودها من خلال وعيها بذاتها.

الذات: هي الوجود الوعي، وهي التي تتميز بقدرتها على التفكير والشعور والإرادة.

الاعتراف: هو اعتراف الأنا بالغير كذات واعية مستقلة، واعتراف الغير بالأنا كذات واعية مستقلة.

الصراع: هو المواجهة بين الأنا والغير، وهي مواجهة ضرورية لتحقق الاعتراف بين الطرفين.

الحرية: هي القدرة على اختيار الذات لنفسها، وهي القدرة على الفعل وفق ما تقتضيه إرادة الذات.

التمييز: هو التفرقة بين الذات والغير، وهو ضروري لتحقق الوعي بالذات والاعتراف بالغير.


يمكنك زيارة المقالة التاليةمصطلحات ومفاهيم مجزوءة الوضع البشري - الفلسفة الثانية باك 


خلاصة للمحور

إشكالية الغير ارتبطت بطبيعة التفكير في الذات، ذلك أن الكوجيطو الديكارتي : « أنا أفكر إذن أنا موجود» استبعد الغير، فجسد نوعا من الاكتفاء الذاتي (الأنا وحدية)، هذا الاستغناء لم يكن دقيقا في نظر هيغل، ذلك أن الوعي الحقيقي لا يتم إلا من خلال اعتراف الغير، هنا يصبح الغير ضروريا، ذلك أنه من الصعب تصور وجود واع بذاته، قادر على تحقيق إنسانيته دون حضور الغير.


مقالات ذات صلة

المحور الثاني: معرفة الغير مجزوءة الوضع البشري مفهوم الغير الثانية باك

المحور الثالث: العلاقة مع الغير مجزوءة الوضع البشري مفهوم الغير الثانية باك

منهجية تحليل ومناقشة نص فلسفي جاهزة وفقا للاطار المرجعي

المحور الاول: التجربة والتجريب مجزوءة المعرفة مفهوم النظرية والتجربة الثانية باك

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/