iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

تحليل سؤال فلسفي العلاقة مع الغير مفهوم الغير الثانية باك

الكاتب: ProfSalmiتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: هل العلاقة مع الغير علاقة صداقة ؟ , من خلال المفاهيم المتضمنة في السؤال (العلاقة، الغير، الصداقة)، يتضح أنه يتأطر داخل مجزوءة الوضع البشري...



نموذج سؤال فلسفي لمفهوم الغير المحور الاول العلاقة مع الغير الثانية باكالوريا

هل العلاقة مع الغير علاقة صداقة ؟

ملاحظة بالنسبة في شرح حروف السؤال ومفاهيمه فليس ضروريا (بعض الاساتذة لا يعتمدونها وايضا لم تذكر في الاطار المرجعي) يمكنك تخطيها وعدم اعتمادها. لقد ثم كتابتها بين قوسين في التصحيح. 


تصحيح نموذج سؤال فلسفي ذو اطروحة مفترضة ل العلاقة مع الغير 

من خلال المفاهيم المتضمنة في السؤال (العلاقة، الغير، الصداقة)، يتضح أنه يتأطر داخل مجزوءة الوضع البشري، وتحديدا ضمن مفهوم الغير، إذ يسلط الضوء على موضوع العلاقة مع الغير، يرتبط مفهوم الغير بالآخرين، ويتم تحديه بوصفه عالما إنسانيا، يقابله اللفظ الفرنسي Autrui. وعند استخدامنا للفظ الآخر Autre يكون العالم الإنساني مجرد مستوى من مسوياته. ويشير فلسفيا إلى الأنا الذي ليس أنا، أنا يشبهني ويختلف عني في الآن ذاته، أي أنا آخر منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا وإنما بوصفه ذاتا بشرية تملك، وعيا وإرادة، الشيء الذي يضعنا أمام مجموعة من الإشكالات من قبيل: 

- هل العلاقة مع الغير علاقة صداقة أم علاقة غرابة؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار العلاقة مع الغير علاقة صداقة أساسها التشارك والود المتبادل؟


لمقاربة الإشكال الذي ينطوي عليه السؤال المطروح،( يقتضي الأمر الحسم مع الحروف والمفاهيم المؤثثة لبنيته، فهل حرف استفهام تخييري بين قضيتين متقابلتين قد يصرح بهما معا، وقد يصرح بإحداهما ويتم إضمار الأخرى، إن الطابع الاستفهامي لهذا الحرف يقتضي إجابتان محتملتان، نعم أم لا، نعم العلاقة مع الغير علاقة صداقة، لا، العلاقة مع الغير علاقة صراع)، ويقصد بمفهوم الغير، الذات الأخرى المغايرة للأنا والمختلفة عنها، إنه الأنا الآخر منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا وإنما بوصفه ذاتا بشرية تملك وعيا وإرادة، إنه بعبارة أخرى الأنا الذي ليس أنا سواء كان قريبا أو بعيدا. أما لفظ الصداقة فهو مشتق من الصدق، الذي يعني الحقيقة والقوة والكمال وتشير إلى علاقة حب وود خالصين بعيدا عن كل نزوع نحو امتلاك المحبوب والاستحواذ عليه كملكية خاصة. يفضي بنا تحليل عبارات السؤال إلى أطروحة مفترضة مضمونها أن العلاقة مع الغير علاقة صداقة، فالعلاقة بين الأنا والغير هي علاقة حب وود واحترام متبادل، ما دام أن الغير هو أنا آخر يشترك معي في كثير من الخصائص والمميزات الإنسانية، التي تجعل منه ذاتا تسعى لنسج علاقات صداقة مع الآخرين. فالصداقة هي فضيلة إنسانية، على حد تعبير أرسطو، يسعى الكل لتحقيقها عن طريق بذل أقصى جهودهم التشاركية مع الغير، فأنا دائما في حاجة إلى الغير الذي لا يمكنني العيش بدونه، كما أنه دائما في حاجة إلي، وما من سبيل إلى الانفتاح عليه واللقاء به، إلا بعقد علاقة صداقة معه. وهي الأطروحة التي نجد لها حضورا قويا لدى الفيلسوفة جوليا كريسيفا التي رفضت اعتبار الغريب هو ذلك الدخيل الأجنبي الذي يهدد وحدة الجماعة وانسجامها، وأكدت بالمقابل أن الغريب حقا، هو ذلك الذي يسكن دواخلنا على نحو غريب، إنه ذلك المكون اللاشعوري المعبر عن تناقض الذات وتمزقها، الشيء الذي يفرض على الأنا أن تتخلى عن كل أشكال النبذ والإقصاء والتهميش تجاه الغير الغريب، وتسعى جاهدة لنسج علاقات صداقة معه، أساسها الحوار والتسامح والاحترام المتبادل. وفي نفس السياق نستحضر تصور الفيلسوف الوضعي أوغست كونت، الذي يرى أن الإنسان مدين للإنسانية بحياته وثروته ومعارفه، فما كان له أن يحافظ على بقائه ويبلغ أشده، لولا الحماية التي وفرها له الآخرون، من أباء وأبناء وأصدقاء. إن وصول الإنسان إلى الحالة الوضعية التي تمثل حالة نضج العقل البشري، تحتاج إلى تجاوز المصالح الشخصية والسعي لتحقيق المصالح العامة المشتركة، ولا يتأتى ذلك، إلا بانفتاح الأنا على الغير ونسج علاقات تكامل وتعاون معه. يتضح من خلال ما سبق أن الأطروحة المفترضة في السؤال تؤكد على أن العلاقة مع الغير علاقة صداقة، بحكم علاقة الحب والود والتكامل والتشارك، التي تجمع بين الأنا والغير، أفلا يمكن الحديث كذلك، على أن العلاقة مع الغير ليست علاقة صداقة بقدر ما هي علاقة صراع وغرابة؟

لمقاربة هذا الإشكال، نستحضر تصور ألكسندر كوجيف، الذي يرى أن العلاقة بين الأنا والغير علاقة صراع دائم يتأسس على مبدأ الهيمنة والرغبة في نزع الاعتراف. فكل من الأنا والغير يسعى لنزع الاعتراف به كذات حرة وواعية، إلا أن هذا الاعتراف لا يمنح بشكل سلمي، وإنما ينتزع عبر صراع يخاطر فيه الطرفان معا بحياتهما حتى الموت، ولكن الموت الفعلي لا يحقق هذا الاعتراف، وإنما يحققه استسلام أحد الطرفين بتفضيله لحياة التبعية على الموت والفناء.

من خلال ما سبق، نخلص إلى أن إشكالية العلاقة مع الغير، أفرزت مجموعة من المواقف المتعارضة. حيث رأت جوليا كريسيفا، أن علاقة الأنا بالغير علاقة صداقة، في حين اعتبر الفيلسوف الوضعي أوغست كونت، أن علاقة الأنا بالغير علاقة تكامل وتضامن، وخلافا لهما، أكد الفيلسوف ألكسندر كوجيف، على أن علاقة الأنا بالغير هي علاقة صراع وهيمنة لنزع الاعتراف. أما فيما يتعلق بوجهة نظري الشخصية، أجد نفسي أميل إلى موقف الفيلسوفة جوليا كريستيفا، لأنه الأقرب إلى الواقع المعيش، فالواقع الاجتماعي، يشهد، أنني دائما أسعى لتحسين علاقتي مع الغير ونسج علاقة صداقة معه، بحكم أنه يشكل طرفا لا غنى لي عنه. وفي ظل تضارب هذه المواقف والتصورات، ألا يمكن القول إن علاقة الأنا مع الغير علاقة صداقة أحيانا وغرابة أحيانا أخرى، أو بالأحرى، علاقة صداقة وغرابة في الآن ذاته؟

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

3332087102290997945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث