الاتحاد الأوروبي نحو الاندماج الشامل أولى باك

ملخص درس الاتحاد الاوربي نحو اندماج شامل

المضامين المحورية

- تتبع مراحل اندماج بلدان الاتحاد الأوربي. 

- رصد مظاهر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي، وتحديد العوامل المساعدة على تحقيق هذا الاندماج. 

- استخلاص حصيلة اندماج بلدان الاتحاد الأوربي، والوقوف على بعض تحديات تحقيق الاندماج الشامل بين أعضائه.

مظاهر اندماج الاتحاد الأوروبي 

مقدمة

يعد الاتحاد الأوربي أقوى التكتلات الاقتصادية الجهوية التي استطاعت تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مهمة؛ وأضحت بذلك نموذجا يحتذى به على كافة المستويات، فما مظاهر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي وعوامله ؟ وما حصيلة تكتل بلدان الاتحاد الأوربي ؟ وما العراقيل التي تحد من سير بلدانه نحو الاندماج الشامل ؟

1- مظاهر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي وعوامله

1-1 تتنوع تجلیات اندماج بلدان الاتحاد الأوربي

أ- الاندماج المجالي ببلدان الاتحاد الأوربي

يتمثل الاندماج الترابي (المجالي) للاتحاد الأوربي في مروره بثلاث مراحل كبرى :

المرحلة الأولى : تكوين المجموعة الأوربية للفحم والفولاذ سنة 1951 بين ست دول هي : فرنسا، وألمانيا الغربية، وإيطاليا، وهولندا، وبلجيكا، واللوكسمبورغ.

المرحلة الثانية (1992-1957م) : تأسيس المجموعة الاقتصادية الأوربية بمقتضى معاهدة روما سنة 1957م، وشهدت انضمام دول جديدة هي : المملكة المتحدة، وإيرلندا، والدنمارك سنة 1973م، ثم اليونان سنة 1981م، وأخيرا إسبانيا والبرتغال سنة 1986م.

المرحلة الثالثة (ما بعد 1992م) : ميلاد الاتحاد الأوربي بموجب معاهدة ماستريخت سنة 1992م، وتميزت بانضمام بلدان جديدة، أولها - النمسا وفنلندا والسويد سنة 1995م، وثانيها - سلوفينيا وسلوفاكيا وبولونيا والتشيك وهنغاريا وليتوانيا وأستونيا وقبرص ومالطة سنة 2004م، وثالثها - بلغاريا ورومانيا سنة 2007م، وآخرها كرواتيا سنة 2013.

ب- الاندماج الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان الاتحاد الأوربي

فلاحيا : نهــج السيــاســة الفلاحية المشتركة، الهادفة إلى الرفع من الإنتاجية وتحسني مستوى الفلاحين، وضمـان الأمن الغذائي.

صناعيا : تشجيع ودعم المقاولات، الاهتمام بالتكويـن والبحث العلمي، والتنسيق لمواجهـة المنافسـة الأجنبية ويعتبر التعاون في صناعة طائرة إيرباص خير دليل على الاندماج الصناعي الأوربي).

تجاريا : خلق سوق أوربية موحـدة (تشجيع التجارة البينية)، والتنسيق مع باقي دول العالم في ميدان التعامل التجاري.

ماليا :توحيـد السياسة المالية من خلال الوحدة الاقتصادية والمالية (توحيد العملة: الأورو)

اجتماعيا : خلق مجال جغرافي مفتوح أمام كل مواطني الاتحاد بدون حواجز أو قيود منذ اتفاقية شنغن 1985م.

تعليميا وتربويا : توحيد الشواهد والدبلومات، ووضع برامج تربوية عابرة للحدود (إراسموس،سقراط).

سياسيا: توحيد العمل السياسي للبلدان الأعضاء في إطار الخيار الديمقراطي من خلال توقيع اتفاقيـة روما 2004م لوضع دستور أوربي...

1-2 تسهم عوامل متداخلة في اندماج دول الاتحاد الأوربي

العامل الجغرافي : انتماء دول الاتحاد إلى قارة واحدة هي «أوربا» بمؤهلات طبيعية متكاملة...

العامل التاريخي : معايشة دول أوربا لأحداث تاريخية مشتركة (الحربان العالميتان الأولى والثانية، وتداعيات الأزمة الاقتصادية 1929م...).

العامل البشري : توفر الاتحاد على ساكنة كبيرة تتجاوز 450 مليون نسمة تتميز بكونها نشيطة (68%) ومتعلمة، وذات دخل فردي مرتفع، وأمد حياة مهم...

العامل الاقتصادي : نهج نـفــس النظام الرأسمالي الليبرالي وحرية المنافسة والمبادلات، التي ســاهمت في ازدهار التجارة البينية...

العامل السياسي : نهج الديمقراطية السياسية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة داخل بلدان الاتحاد الأوربي.

العامل التنظيمي : الاعتماد على مؤسسات تشريعية وتنفيذية واستشارية قوية ومتكاملة (مجلس الوزراء، والمجلس الأوربي، واللجنة الأوربية، والبرلمان الأوربي...) تنظم شؤون الاتحاد.

2- حصيلة اندماج بلدان الاتحاد الأوربي (مظاهر القوة الاقتصادية)

2-1 أسفر اندماج بلدان الاتحاد الأوربي عن حصيلة اقتصادية إيجابية 

فلاحيا : إسهام الاتحاد الأوربي بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب، والشمندر السكري، والبطاطس، والكروم والخنازير، والأبقار، وغيرها...

صناعيا : احتلال الاتحاد الأوربي لمراتب متقدمة عالميا في صناعة السيارات والصناعة الكيماوية والميكانيكية، وصناعة الطائرات ومعدات غزو الفضاء...

تجاريا : احتكار الاتحاد الأوربي نسبة %20 من التجارة العالمية؛ بفضل قوة فلاحته وصناعته وضخامة أسطوله التجاري، كما تحتل المبادلات البينية مكانة مهمة تتعدى أحيانا %80 في مبادلات بعض الدول.

2-2 تواجه بلدان الاتحاد الأوربي معيقات عدة تعترض اندماجها الشامل 

- النمو الديمغرافي البطيء، وبالتالي الحاجة إلى اليد العاملة؛ 

- الهجرة السرية الوافدة من بلدان الجنوب لاسيما من المغرب العربي وإفريقيا السوداء؛ 

- التفاوتات السوسيواقتصادية، بحيث هناك دول غنية داخل الاتحاد (أوربا الغربية)، في مقابل دول أقل غنى (أوربا الشرقية)... 

- امتناع بعض الدول الأعضاء عن استعمال عملة الأورو (مثل إنجلترا)؛ 

- ضعف المستوى التنافسي لبعض الصناعات الإعلامية والإلكترونية. 

خاتمة

حققت بلدان الاتحاد الأوربي مجموعة من الأهداف منذ بداية تكتلها واتحادها، وأضحت قطبا اقتصاديا قويا على المستوى العالمي، غير أن بعض العراقيل لازالت تحول دون تحقيق الاندماج الشامل.