درس التهيئة الحضرية والريفية أزمة المدينة والريف وأشكال التدخل

ProfSalmi أكتوبر 12, 2023 أكتوبر 12, 2023
للقراءة
كلمة
2 تعليق
نبذة عن المقال: تندرج التهيئة الحضرية والريفية في إطار التوجهات العامة للمغرب، الهادفة إلى معالجة المشاكل السوسيومجالية التي تطبع المجال الجغرافي المغربي..
-A A +A


التهيئة الحضرية والريفية أزمة المدينة والريف وأشكال التدخل اولى باك

المضامين المحورية 

- استجلاء مظاهر أزمة المدينة المغربية وتفسريها. 

- تشخيص مظاهر أزمة الأرياف المغربية وتفسريها. 

- رصد أشكال تدخل الدولة لمعالجة كل من أزمة المدن والأرياف.  

مقدمة

تندرج التهيئة الحضرية والريفية في إطار التوجهات العامة للمغرب، الهادفة إلى معالجة المشاكل السوسيومجالية التي تطبع المجال الجغرافي المغربي (الحضري والريفي). فهي إذن إجراء وتدبير استعجالي لحل مختلف مشاكل وأزمات المدن والأرياف المغربية. فما مظاهر أزمة المدن والأرياف المغربية؟ وما العوامل المفسرة لها؟ وما أشكال تدخل الدولة لحلها في إطار التهيئة الحضرية والريفية؟


1- أزمة المدينة المغربية : مظاهرها، وعواملها، وأشكال التدخل لمعالجتها

1-1 مظاهر أزمة المدينة بالمغرب وعواملها

مظاهر الأزمة : تتجلى أزمة المدينة بالمغرب في مستويات عدة :

اقتصاديا : افتقاد المدينة للمؤسسات الكبرى التي من شأنها تحريك الاقتصاد، وانتشار كبير للقطاع غير المهيكل والمضاربة العقارية في ظل محدودية الدخل الفردي.

اجتماعيا : تفشي جميع المشاكل الاجتماعية من فقر وبطالة وإقصاء وأمية وغيرها.

بيئيا : تراجع المساحات الخضراء مقابل انتشار التلوث بكل أنواعه، وغياب التناسق الجمالي.

تجهیزیا : نقص واضح في البنيات التحتية والخدمات العمومية (التعليم، الصحة، النقل...).


عوامل الأزمة : يمكن تفسير أزمة المدن المغربية بتظافر عدة عوامل، نجد في مقدمتها الضغط السكاني الناتج عن ارتفاع الهجرة القروية ومعدل التكاثر الطبيعي، مقابل ضعف في النمو الاقتصادي بفعل قلة فرص الاستثمار، بالإضافة إلى المشاكل المرتبطة بسوء تنظيم مجال التعمير، والتداخل الحاصل على مستوى التدبير.

1-2 تتنوع أشكال التدخل لمعالجة أزمة المدينة بالمغرب 

التدخلات القطاعية: اعتماد عدة تدخلات قطاعية، سواء اقتصادية بتشجيع كل من الاستثمارات الخاصة والمقاولات والتعاونيات، أو اجتماعية عبر إطلاق برامج كبرى على رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أو تجهيزية من خلال فتح أوراش عمومية كبرى، وتفويت بعض الخدمات العمومية (التدبير المفوض)، وخوصصة خدمات أخرى.

التهيئة الحضرية: وضع عدة تدابير، فعلى المستوى القانوني تم إصدار قوانين ومدونات منظمة للتهيئة والتعمير (قانون 1992)، أما على المستوى المؤسساتي فأحدثت عدة أجهزة للمراقبة كالوكالات الحضرية والمفتشيات الجهوية، وأخيرا المستوى التقني من خلال إصدار وثائق موجهة أهمها : تصاميم التنطيق وتصاميم التهيئة، والتصاميم المديرية.

إعداد التراب الوطني: تُسهم سياسة إعداد التراب الوطني في حل أزمة المدينة المغربية بتدابير متنوعة من بينها : دعم تنافسية المدن واقتصادها العصري، وتحسين الظروف المعيشية لساكنتها، وكذا تأهيلها عمرانيا بمحاربة السكن العشوائي ونهج سياسة المدن الجديدة.


2- أزمة الأرياف المغربية : مظاهرها، وعواملها، وأشكال التدخل لمعالجتها 

2-1 تتعدد مظاهر أزمة الأرياف وعواملها بالمغرب

مظاهر الأزمة : أصبحت الأرياف المغربية مرتعا خصبا لاستفحال الأزمة بكل تجلياتها ومستوياتها :

اقتصاديا : تسجل البوادي أدنى معدلات الدخل الفردي في ظل ضعف إنتاجية الفلاحة ومردوديتها، وقلة الأنشطة الاقتصادية الموازية.

اجتماعيا : تفشي كل المعضلات الاجتماعية، على رأسها الفقر والأمية والبطالة، وضعف التغطية الصحية.

تجهیزیا : وجود خصاص حاد على مستوى البنيات التحتية والخدمات العمومية (الربط بالماء الشروب والكهرباء وقنوات الصرف الصحي...).

بيئيا : تعرض الموارد الطبيعية من ماء، وتربة، وغابة، وغيرها إلى تدهور وتراجع كبيرين.


عوامل الأزمة : تعزى الأزمة الريفية بالمغرب إلى عوامل عدة، منها : تعرض هذا المجال الجغرافي لاستغلال حاد خلال الفترة الاستعمارية، وتوالي سنوات الجفاف خاصة خلال ثمانينيات القرن 20، إلى جانب التهميش والإهمال من مخططات التنمية وبرامج الاستثمار.


2-2 تتعدد أشكال التدخل لمعالجة أزمة الأرياف بالمغرب

التدخلات الاستعجالية: تستفيد الأرياف المغربية من عدة برامج استعجالية قطاعية، منها : المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرنامج الاستثمار الفلاحي بالمناطق البورية، علاوة على البرنامج الوطني للطرق القروية، وبرنامج كهربة العالم القروي.

إعداد التراب الوطني: شكل المجال الريفي أولوية بالنسبة لسياسة إعداد التراب الوطني بهدف تدارك التأخر الاجتماعي والتجهيزي المتراكم، وتأهيل المناطق الهشة (الواحات...)، بالإضافة إلى تنمية الأنشطة الاقتصادية وتنويعها.

التهيئة الريفية: تتمثل برامج التهيئة الريفية في مشاريع بناء السدود وإصلاح ميثاق الاستثمار الفلاحي، وإخراج تصاميم التهيئة للوجود، بالإضافة إلى مشاريع كبرى مندمجة، أهمها : مشروع حوض سبو 1968، وإستراتيجية 2020 للتنمية القروية بالمغرب سنة 1999، ومشروع التنمية الاقتصادية القروية للريف الغربي 1964.

خاتمة 

ارتبطت التهيئة الحضرية والريفية، بالتدخل الناجع لمعالجة أزماتهما وفق خطة شمولية ومندمجة، استنادا إلى وثائق وأدوات توجيهية في مجال التعمير تروم تحقيق تنمية سوسيومجالية متوازنة.


شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. نشكرك يا استاذ عن مجهوداتك لتسهيل المراجعة و الحفظ انا حين اجد صعوبة الجا الى صفحتك للفهم اكثر شكرا

    المصدر : https://www.profsalmi.com/2023/10/Urban-and-rural-development.html

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا على كلماتك الطيبة! يسعدني جدا أن محتواي يساعدك في المراجعة والفهم. هدفنا هو تسهيل العملية التعليمية وتقديم الدعم اللازم لك.

    ردحذف

3332087102290997945
https://www.profsalmi.com/