الجغرافيا: مفهوم التنمية، تعدد المقاربات، التقسيمات الكبرى للعالم، «خريطة التنمية» اولى باك

 

الدرس 1  مفهوم التنمية، تعدد المقاربات، التقسيمات الكبرى للعالم، «خريطة التنمية» الاولى باكالوريا 

الأهداف المعرفية للدرس (حسب الإطار المرجعي):

- استيعاب مفهوم التنمية وتحديد مقارباته وأبعاده.
- استخلاص التقسيمات الكبرى للعالم من خلال خريطة التنمية.
- القدرة على تفسير تفاوت مستويات التنمية البشرية في العالم.
- التعاريف والمصطلحات في اخر المقالة.

مقدمة 

تعد التنمية موضوعًا محوريًا يشغل بال العديد من البلدان حول العالم، سواء كانت تنتمي إلى الدول المتقدمة في الشمال أو الدول النامية في الجنوب. تتنوع المقاربات والنماذج المتبعة في هذا السياق وفقًا لاختيارات كل بلد، مما يؤدي إلى تفاوت في مستويات التنمية العالمية. فما هو مفهوم التنمية؟ وما هي المقاربات المرتبطة بها؟ وما هي التقسيمات الكبرى للعالم وفقًا لخريطة التنمية؟ 

1- مفهوم التنمية وتنوع المقاربات المتعلقة بدراسته.

 مفهوم التنمية 

التنمية تعني التغير الجذري والتطور الإيجابي الذي يعرفه بلد معين على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. يهدف المفهوم إلى تحسين شروط الحياة ورفع مستوى العيش للأفراد في المجتمع. تقاس التنمية بمؤشرات مثل الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط العمر ومستوى التعليم. تسعى للحفاظ على توازن البيئة والموارد الطبيعية لتلبية احتياجات الأجيال القادمة. 

 تنقسم مقاربات التنمية الى اربع مقاربات

المقاربة الاقتصادية: تركز على دعم الأنشطة الاقتصادية وتطوير البنية التحتية وتعزيز الإنتاجية والاستهلاك، بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية.

المقاربة الاجتماعية: تركز على تحسين الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والصحة والسكن، وتعزيز العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، ومكافحة الفقر والأمية.

المقاربة السياسية: تهتم بإصلاح المؤسسات السياسية وتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان، وتشجيع المشاركة المدنية والديمقراطية في صنع القرار.

المقاربة البيئية: تعتني بحماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، وتعزيز التنمية البيئية المستدامة من خلال تدبير الموارد والمحافظة على التوازن البيئي.

تعتبر هذه المقاربات أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، حيث يجب أن تتكامل هذه الجوانب لضمان تحقيق التقدم والتنمية في المجتمعات.

2- التقسيمات الكبرى للعالم وتباين مستويات التنمية البشرية 

التقسيم حسب مؤشرات التنمية الاقتصادية: يستخدم لقياس حجم الاقتصاد والثروة الاقتصادية للدول. يعتمد على الناتج الداخلي الخام وحجم الاستثمارات الخارجية والصادرات والواردات. وتشمل دول الشمال الغنية مثل أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية واليابان، بينما دول الجنوب الفقيرة مثل إفريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب غرب آسيا. وهناك أيضًا دول متقدمة مثل اليابان ودول صاعدة مثل الصين ودول نامية مثل المغرب ودول متخلفة مثل تشاد.

التقسيم حسب مؤشرات التنمية البشرية: يستخدم لقياس مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول. يستند إلى مستوى التعليم والصحة والدخل الفردي. يتم تصنيف دول العالم إلى ثلاث فئات: الدول الضعيفة (أقل من 0.5) والدول المتوسطة (ما بين 0.5 و 0.799) والدول المتقدمة (ما بين 0.8 و 1).

3- عوامل ضعف التنمية في بلدان الجنوب

العوامل الاقتصادية: تشمل ضعف القطاعات الاقتصادية المنتجة والاعتماد الزائد على الصناعات الملوثة وتأثير الظروف المناخية والبيئية على القطاع الزراعي. تقلص هذه العوامل الإنتاج والتجارة، مما يؤثر على الأمن الغذائي والاستدامة الاقتصادية.

العوامل الاجتماعية: تشمل ضعف التعليم وارتفاع معدلات الأمية، خاصة بين النساء، وضعف الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأساسية. تؤثر هذه العوامل على قدرات الأفراد وفرصهم في التنمية الشخصية والاقتصادية.

العوامل السياسية: تتعلق بعدم الاستقرار السياسي وهشاشة أنظمة الحكم وانتشار الفساد الإداري وسوء حكامة المؤسسات. يؤثر هذا على استقرار البلدان وقدرتها على اتخاذ القرارات الاقتصادية والاجتماعية الفعالة.

العوامل الطبيعية: تشمل اختلافات المؤهلات الطبيعية بين المناطق، مثل المناخ والأراضي الصالحة للزراعة وتوفر الموارد الطبيعية. يؤثر هذا التفاوت على فرص التنمية الاقتصادية والزراعية والطاقية في تلك البلدان.

باختصار، ضعف التنمية في بلدان الجنوب يمكن أن يعزى إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والطبيعية التي تؤثر على القدرة على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في تلك الدول.

خاتمة

هناك تفاوتات كبيرة في مستويات التنمية البشرية بين بلدان الشمال والجنوب. هذا التفاوت يعود إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية. مما يستدعي ضرورة على تحقيق التوازن بين الشمال والجنوب.

تعاريف ومصطلحات درس مفهوم التنمية، تعدد المقاربات، التقسيمات الكبرى للعالم، «خريطة التنمية»

التنمية: التغير الجذري والتطور الإيجابي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلد معين.

التنمية البشرية: مجموعة الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى دعم قدرات الفرد وتحسين مستوى معيشته وأوضاعه الاجتماعية.

التنمية المستدامة: الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق التنمية بشكل يحافظ على الموارد البيئية والطبيعية لتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.

مؤشر التنمية البشرية: مؤشر تركيبي يدمج معلومات اقتصادية واجتماعية وثقافية مثل الناتج الداخلي الخام ومتوسط العمر ومستوى التعليم لقياس مستوى معيشة السكان وتقدمهم في تنمية بلدهم.

دول الشمال: الدول المتقدمة اقتصاديا وصناعيا وتشمل أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية واليابان وبعض الدول الصناعية الناشئة.

دول الجنوب: الدول النامية أو الدول التي تعاني من تأخر في التنمية، وتشمل معظم دول أفريقيا وجزءًا كبيرًا من آسيا وأمريكا اللاتينية.